للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبو بكر بالإمامة إلى عمر - رضي الله عنهما - (١).

(أو باجتهادٍ) من أهل الحَلِّ والعَقْدِ على نَصْبِ من يصلح ومبايعته.

(أو بقَهْرهِ الناسَ بسيفِهِ حتى أذعنوا له، ودعوه إمامًا) فتثبت له الإمامة، ويلزم الرعية طاعته. قال أحمد (٢) في رواية عبدوس بن مالك العطار: ومن غلب عليهم بالسيف حتى صار خليفة وسُمِّي أمير المؤمنين، فلا يحِلّ لأحدٍ يؤمن بالله يبيت ولا يراه إمامًا، بَرًّا كان أو فاجرًا. انتهى. لأن عبد الملك بن مروان خرج على ابن الزبير، فقتله واستولى على البلاد وأهلها، حتى بايعوه طوعًا وكرهًا ودعوه إمامًا (٣)؛ ولِما في الخروج عليه من شَقِّ عصا المسلمين، وإراقة دمائهم، وذهاب أموالهم.

(ويُعتبر) في الإمام (كونه قُرشيًا) لحديث: "الأئمّةُ مِن قُرَيش" (٤)؛ وحديث: "قَدِّمُوا قُرَيشًا ولا تَقَدَّمُوها" (٥)؛ وقول المهاجرين


(١) أخرج ابن أبي شيبة (١٤/ ٥٧٣ - ٥٧٤)، وأحمد (١/ ٣٧)، والطبري في "تاريخه" (٣/ ٤٢٩)، والخلال في "السُّنة" (١/ ٢٧٦ - ٢٧٧) رقم ٣٣٩، وابن عساكر في "تاريخه" (٤٤/ ٢٥٧) من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال: رأيتُ عمرَ - رضي الله عنه - وبيده عسيبُ نخلٍ، وهو يُجلِسُ الناسَ، يقول: اسمعوا لقول خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فجاء مولىً لأبي بكر - يقال له: شَديد - بصحيفة، فقرأها على الناس، فقال: يقول أبو بكرٍ - رضي الله عنه -: اسمعوا وأطيعوا لمن في هذه الصَّحيفة، فوالله ما أَلَوتُكم. قال قيس: فرأيتُ عمرَ - رضي الله عنه - بعد ذلك على المنبر.
وصحَّح إسناده الحافظ في "الفتح" (١٣/ ٢٠٨).
(٢) انظر: أصول السنة للإمام أحمد برواية عبدوس ص/ ٦٤، رقم ٢٨، والأحكام السلطانية ص/ ٢٠.
(٣) انظر: تاريخ الطبري (٦/ ١٩٢)، والبداية والنهاية (٨/ ٣٣٩).
(٤) تقدم تخريجه (٣/ ١٨٧) تعليق رقم (٣).
(٥) تقدم تخريجه (٣/ ١٨٩) تعليق رقم (١).