للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الترمذي: حديث صحيح.

(فإن التقيا وبدأ كل واحد منهما صاحبه معًا) بالسلام (فعلى كل واحد منهما الإجابة) لعموم الأوامر برد السلام. فإن قاله أحدهما بعد الآخر، فقال الشاشي من الشافعية (١): كان جوابًا. قال النووي (٢): وهذا هو الصواب. قال في "الآداب الكبرى" (٣): وما قاله صحيح. وهو ظاهر كلام جماعة من الأصحاب، كما هو ظاهر الآية، قال: وقال الشيخ وجيه الدين وبعض الشافعية (٤): ولو قال كل منهما لصاحبه: وعليكم السلام، ابتداءً لا جوابًا، لم يستحق الجواب؛ لأن هذه صيغة جواب، فلا تستحق جوابًا.

(ولو سلَّم على أصم، جمع بين اللفظ والإشارة) وإلا، لم يجب


= (٤/ ٣٩) حديث ٩٢٦ والضياء في المختارة (٩/ ٤٣١ - ٤٣٤) حديث ٣٩٩ - ٤٠٤ من طريق عوف، عن زرارة بن أوفى، عن عبد الله بن سلام - رضي الله عنه -. قال الترمذي: هذا حديث صحيح. وقال البغوي: هذا حديث حسن صحيح. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. وقال النووي في الأذكار ص/ ٢٠٧: أسانيده جياد. وقال الحافظ كما في "الفتوحات الربانية" (٥/ ٢٧٧): هذا حديث حسن أخرجه أحمد والطبراني والحاكم، كل هؤلاء تنتهي أسانيدهم إلى عوف بن أبي جميلة، وفي تصحيح الترمذي له نظر، فإن زرارة وإن كان ثقة، لا يعرف له سماع من عبد الله بن سلام - رضي الله عنه -, فلعله أطلق الصحة لما للمتن من الشواهد، يعني فيكون حسنًا لذاته صحيحًا لغيره، وأما تصحيح الحاكم فلعله تبع الترمذي. اهـ.
(١) حلية العلماء (٢/ ٢٨٦).
(٢) الأذكار ص/ ٢١٣، وانظر: روضة الطالبين (١٠/ ٢٢٨).
(٣) (١/ ٤٢٧).
(٤) انظر: الأذكار للنووي ص/ ٢١٣، وروضة الطالبين (١٠/ ٢٢٧)، ومغني المحتاج (٤/ ٢١٥).