للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بقبور المدينةِ، فأقبل عليهمْ بوجهِهِ، فقال: السلامُ عليكمْ يا أهل القبورِ، يغفرُ الله لنَا ولكُمْ، أنتم سلفُنا ونحن بالأَثرِ" (١). قال الترمذي: حديث غريب. وقوله: "إنا (٢) إن شاءَ اللهُ بكم لاحِقون" الاستثناء للتبرك، قاله العلماء، وفي "البغوي" (٣): أنه يرجع إلى اللحوق لا إلى الموت. وفي "الشافي": أنه يرجع إلى البقاع. (ونحوه) أي: أو يقول نحو ذلك مما ورد، ومنه: "اللهم ربَّ هذه الأجسادِ الباليةِ، والعظامِ النخرَةِ التي خرجتْ من دارِ الدنيا، وهي بك مؤمنةٌ، صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، وأنزل بهمْ روحًا منك وسلامًا منِّي" (٤) ذكره في "المستوعب".

(ويخير بين تعريفه) أي: السلام (وتنكيره في سلامه على الحي) لأن النصوص صحت بالأمرين (٥). وقال ابن البناء: سلام التحية


(١) الترمذي في الجنائز، باب ٥٩، حديث ١٠٥٣، وأخرجه - أيضًا - الطبراني في الكبير (١٢/ ١٠٧) حديث ١٢٦١٣، والضياء في المختارة (٩/ ٥٤١) حديث ٥٣٢. عن قابوس بن أبي ظَبْيان، عن أبيه، عن ابن عباس مرفوعًا. قال الترمذي: حديث حسن غريب. وقال الحافظ ابن حجر: هذا حديث حسن, ورجاله رجال الصحيح غير قابوس فمختلف فيه. انظر الفتوحات الربانية (٤/ ٢٢٠).
(٢) قوله: "إنا" ليس في "ح" و"ذ".
(٣) شرح السنة (٥/ ٤٧٠ - ٤٧١)، ونصه: ( … وقيل: الاستثناء يرجع إلى استصحاب الإيمان إلى الموت أي نلحق بكم مؤمنين إن شاء الله، ولا يرجع إلى نفس الموت).
(٤) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة حديث ٥٩٣، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - مرفوعًا. وأورده السيوطي في الجامع الصغير (٥/ ١٣٠ مع الفيض) ورمز لضعفه.
(٥) فبالتنكير قوله تعالى: {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ} (سورة الرعد, الآية: ٢٤). =