للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجودة هضمه، واستقامة قوته، فينبغي له أن يحمد الله؛ ولذلك أمره - صلى الله عليه وسلم - أن يحمد الله. وفي البخاري: "إن الله يحبُّ العطاسَ ويكرهُ التثاؤُبَ" (١)؛ لأن العطاس يدل على خفة بدن ونشاط، والتثاؤب غالبًا لثقل البدن وامتلائه واسترخائه، فيميل إلى الكسل، فأضافه إلى الشيطان؛ لأنه يرضيه، أو من تسببه؛ لدعائه إلى الشهوات.

ويكون حمده (جهرًا بحيث يسمع جليسه) حمده (ليشمته) بالشين والسين (وتشميته فرض كفاية) كرد السلام (فيقول له) سامعه: (يرحمك الله، أو: يرحمكم الله، ويرد عليه العاطس) وجوبًا (فيقول: يهديكم الله ويصلح بالَكُم) نص عليه (٢) في رواية أبي طالب. وقال في رواية حرب (٣): هذا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من وجوه (٤). زاد في "الرعاية": ويدخلُكُم الجنةَ عرَّفَها لَكُمْ (٥). قال في "شرح المنتهى": أو يقول: يغفر الله لنا ولكم (٦).


(١) في الأدب، باب ١٢٥، ١٢٨، حديث ٦٢٢٣ و٦٢٢٦، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(٢) مسائل أبي داود ص/ ٢٨٠، ومسائل ابن هانئ (٢/ ١٨١) رقم ١٩٩٢.
(٣) انظر الآداب الشرعية (٢/ ٣٤٦).
(٤) منها ما رواه البخاري في الأدب باب ١٢٦، حديث ٦٣٢٤، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله، وليقل له أخوه أو صاحبه: يرحمك الله، فإذا قال له: يرحمك الله، فليقل: يهديكم الله ويصلح بالكم".
(٥) لم نقف عليه.
(٦) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (٤/ ١٠٧)، والنسائي في عمل اليوم والليلة، حديث ٢٢٩، وأحمد (٦/ ٧)، عن سفيان الثوري، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن رجل من آل خالد بن عرفطة، عن آخر، عن سالم بن =