للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال أيضًا (١): ما ألهى وشغل عما أمر الله به، فهو منهيٌّ عنه، وإن لم يحرم جنسه، كبيع وتجارة ونحوهما. انتهى).

وما روي "أنَّ عائشةَ وجوارِيَ معها كُنَّ يلعبنَ باللُّعبِ، والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يراهُنَّ" رواه أحمد (٢) وغيره، و"كانت لها أرجوحةٌ قل أن تتزوجَ" رواه أبو داود (٣) بإسناد جيد، فيُرخَّص فيه للصغار ما لا يُرخَّص للكبار؛ قاله الشيخ تقي الدين (٤) في خبر ابن عمر في زمارة الراعي (٥).


(١) المصدر السابق.
(٢) (٦/ ٥٧، ١٦٦، ٢٣٣، ٢٣٤)، والبخاري في الأدب، باب ٨١، حديث ٦١٣٠، ومسلم في فضائل الصحابة، حديث ٢٤٤٠ عن عائشة رضي الله عنها.
(٣) في الأدب، باب ٦٣، حديث ٤٩٣٣ - ٤٩٣٧. وأخرجه -أيضًا- البخاري في مناقب الأنصار، باب ٤٤، حديث ٣٨٩٤، ومسلم في النكاح، حديث ١٤٢٢، عن عائشة رضي الله عنها.
(٤) الاختيارات الفقهية ص / ٢٣٣.
(٥) أخرجه أبو داود في الأدب، باب ٦٠، حديث ٤٩٢٤ - ٤٩٢٦، وابن سعد (٤/ ١٦٣)، وأحمد (٢/ ٨، ٣٨)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (١٣/ ٢٤٧) حديث ٥٢٣٧، وابن حبان "الإحسان" (٢/ ٤٦٨) حديث ٦٩٣، والآجري في تحريم النرد ص ٢٠٥، حديث ٦٤، ٦٥، والطبراني في الأوسط (٧/ ٣٣) حديث ٦٧٦٧، وتمام في فوائده (٢/ ١٤٣) حديث ١٣٧٥، والبيهقي (١٠/ ٢٢٢)، كلهم من طرق عن نافع قال: سمع ابن عمر مزمارًا، قال: فوضع إصبعيه على أذنيه، ونأى عن الطريق، وقال لي: يا نافع، هل تسمع شيئًا؟ قال: فقلت: لا. قال: فرفع إصبعيه من أذنيه، وقال: كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فسمع مثل هذا فصنع مثل هذا.
قال أبو داود: هذا حديث منكر. وتعقبه ابن حجر الهيتمي في كف الرعاع ص / ٤٦ بقوله: وخالف أبا داود ابن حبان، فخرجه في صحيحه، ووافقه الحافظ محمد بن نصر السلامي، فإنه سئل عنه، فقال: هو حديث صحيح.
وقال صاحب عون المعبود (١٤/ ٢٦٧): هكذا قاله أبو داود، ولا يعلم وجه النكارة، فإن هذا الحديث رواته كلهم ثقات، وليس بمخالف لرواية أوثق الناس. انظر: نزهة الأسماع في مسألة السماع ص / ٤٦ لابن رجب رحمه الله.