للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أربعة أشهر) فأقل (أو) قال: والله لا وطئتُكِ (حتى) أمرض، أو حتى (تمرضي، أو يمرض زيدٌ، أو إلى قيام الساعة، أو حتى آتيَ الهندَ، أو حتى ينزل الثلج في الصيف) لأن ذلك لا يوجد في أربعة أشهر ظاهرًا، أشبه ما لو قال: والله لا وطئتُكِ في نكاحي هذا؛ ولأن حكم الغالب حكم المقطوع (١) في كثير من الصور، فكذا هنا.

(أو يعلقه على شرط مستحيل، كـ: والله لا وطئتُكِ حتى تصعدي السماء، أو) حتى (تقلبي الحجر ذهبًا، أو) حتى (يشيب الغراب، ونحوه) كـ: حتى يلج الجمل في سَمِّ الخياط؛ لأن معناه ترك وطئِها؛ لأن ما يُراد إحالةُ وجودِه يُعَلَّق على المستحيل، كقوله تعالى في الكُفَّار: {وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} (٢).

وكقوله (٣):

إذا شابَ الغرابُ أتيتُ أهلي … وصارَ القارُ كاللَّبنِ الحليبِ

(أو) قال: والله لا وطئتُكِ (حتى تحبَلي. ولم يكن وَطِئها، أو) كان (وطئ ونيته حَبَلٌ متجدِّدٌ، أو حتى تحبَلي من غيري؛ فيكون مؤليًا) لأن حَبَلها بغير وطء يستحيل عادة، كصعود السماء.

(فإن قال: أردت بـ) "حتى" من قولي: حتى (تحبَلي) السببية، أي: لا أطؤك لتحبلي، يعني حلف على (ترك قصد الحَبَل؛ فليس بمؤلٍ) لأنه ليس بحالف على ترك الوطء، ويُقبل منه؛ لأنه محتمل.

(وإن قال: والله لا وطئتُكِ مدة، أو ليطولنَّ تركي لجماعِك؛


(١) في "ح" و"ذ": "المقطوع به".
(٢) سورة الأعراف، الآية: ٤٠.
(٣) تقدم تخريجه (١٢/ ٢٧٩) تعليق رقم (٢).