للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لَتُبْعَثُنَّ} (١).

(والحَلِف على مستقبل: إرادةُ تحقيق خبرٍ فيه) أي: في المستقبل (مُمكنٍ؛ بقول يُقصد به الحثُّ على فِعْلِ الممكن أو تركِه) فالحثُّ على الفعل نحو: والله لأعتكفنَّ غدًا، والحثُّ على الترك نحو قوله: والله لا زنيتُ أبدًا.

(والحَلِف على ماضٍ إما بِرٌّ، وهو الصادق) في حَلِفه (وإما غَمُوس، وهو الكاذب) لغمسه في الإثم في النار (٢) كما يأتي (أو لَغْوٌ، وهو ما لا أجر فيه، ولا إثم ولا كفَّارة) لأن اللغو لا يترتَّبُ عليه حكمٌ.

(ولا يصحُّ) اليمين (إلا من مُكلَّف) لأنه قول يتعلَّق به حقّ، فلم يصح من غير مُكلَّف، كالإقرار؛ ولحديث: "رُفع القلمُ عن ثلاث" (٣) (مختارٍ) فلا يصح من مُكرَه؛ لحديث: "عُفي لأمتي عن الخطإِ والنِّسْيان وما استُكْرِهوا عليه" (٤) (قاصدٍ اليمينَ) فلا يصح ممن جرى على لسانه بغير قَصْدٍ؛ للخبر (٥).


(١) سورة التغابن، الآية: ٧.
(٢) في "ح" و"ذ": "في الإثم ثم في النار".
(٣) تقدم تخريجه (٢/ ١٢) تعليق رقم (٢ - ٣).
(٤) تقدم تخريجه (٢/ ١١٥) تعليق رقم (١).
(٥) أخرج أبو داود في الأيمان، باب ٧، حديث ٣٢٥٤، والطبري في تفسيره (٤/ ٤٢٩)، وابن حبان "الإحسان" (١٠/ ١٧٦) حديث ٤٣٣٣، والبيهقي (١٠/ ٤٩)، عن إبراهيم الصائغ، عن عطاء في اللغو في اليمين، قال: قالت عائشة رضي الله عنها: إن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: هو كلام الرجل في بيته: كلا والله، وبلى والله.
وأخرجه البخاري في تفسير سورة المائدة، باب ٨، رقم ٤٦١٣، وفي الأيمان، باب ١٤، رقم ٦٦٦٣، عن عائشة رضي الله عنها، موقوفًا. قال الحافظ في التلخيص الحبير (٤/ ١٦٧): صحح الدارقطني الوقف. وانظر ما يأتي (١٤/ ٣٩٨) تعليق رقم (١).