للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فصل

(والكنايات) في الطلاق (نوعان:

ظاهرة): وهي الألفاظ الموضوعة للبينونة؛ لأن معنى الطلاق فيها أظهر (وهي) أي: الكنايات الظاهرة (سِتَّ عشرةَ) كناية:

(أنت خَليَّةٌ) هي في الأصل الناقة تُطلق من عقالها ويخلى عنها، ويقال للمرأة: خلية، كناية عن الطلاق؛ قاله الجوهري (١). وجعل أبو جعفر (٢) مخلاة كخلية، ويفرق بينهما؛ قاله في "المبدع".

(وبريئة) بالهمز وتَرْكِه. (وبائن) أي: منفصلة. (وبتَّة) أي: مقطوعة. (وبتلة) أي: منقطعة، وسُمِّيت مريم البتول؛ لانقطاعها عن النكاح بالكلية.

(وأنت حُرَّة) لأن الحرة هي التي لا رِقَّ عليها، ولا شَكَّ أن النكاح رِقٌّ، وفي الخبر: "فاتَّقوا الله في النِّساء فإنهُنَّ عَوانٍ عنْدكم" (٣) أي: أُسراء. والزوج ليس له على الزوجة إلا رقُّ الزوجية، فإذا أخبرَ بزوال


(١) الصحاح (٦/ ٢٣٣٠).
(٢) هو الشريف أبو جعفر عبدالخالق بن عيسى الهاشمي، ابن أخي صاحب الإرشاد، تفقه على القاضي أبي يعلى، وتفقه عليه ابن أبي يعلى صاحب الطبقات، وكان جيد الكلام في المناظرة، شديد القول واللسان في أصحاب البدع، والقمع لباطلهم، انتهت إليه -في وقته- الرحلة بطلب مذهب الإمام أحمد رحمه الله، صنف كتاب رؤوس المسائل، وقد حققه عبدالله بن سليمان الفاضل في رسالة دكتوراه في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. توفي سنة (٤٧٠ هـ) رحمه الله تعالى. طبقات الحنابلة (٢/ ٢٣٧).
(٣) تقدم تخريجه (١٢/ ٦٨) تعليق رقم (٢).