للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعن ابن عباس مرفوعًا: إلا ما ظهر منها: الوجه وباطن الكف (١).

(وصلاتها) أي المرأة (في بيتها أفضل) للخبر المتقدم (٢). وظاهره: حتى من مسجد النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، لما روى أحمد، وحسنه في "الفروع"، عن أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي، أنها جاءت إلى النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله، إني أحب الصلاة معك. قال: قد علمت أنك تحبين الصلاة معي، وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خيرٌ من صلاتك في دارك (٣)، وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي. قال: فأمرت فبني لها مسجدٌ في أقصى (٤) بيت من بيتها، فكانت تصلي فيه، حتى لقيت الله - عزَّ وجلَّ -" (٥).

(والجن مكلفون) في الجملة إجماعًا (٦)؛ لقوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (٧) (يدخل كافرهم النار) إجماعًا (و) يدخل (مؤمنهم الجنة) خلافًا لأبي حنيفة (٨) في أنه يصير ترابًا. وأن ثوابه النجاة من


(١) انظر (٢/ ١٣٠) تعليق رقم ٢.
(٢) (٣/ ١٧٧ - ١٧٨) تعليق رقم ١.
(٣) في "مسند أحمد"، و"صحيح ابن خزيمة" زيادة: "وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك".
(٤) لفظ أحمد، وابن خزيمة: "في أقصى شيء من بيتها وأظْلَمِه".
(٥) رواه أحمد (٦/ ٣٧١)، وقد تقدم تخريجه (٣/ ١٤٩)، تعليق رقم ٤، فقرة ج.
(٦) انظر: غرائب وعجائب الجن (آكام المرجان في أحكام الجان) للشبلي ص/ ٦٢ والملل والنحل لابن حزم (٤/ ٢٨)، وعمدة القارئ وشرح صحيح البخاري (١٥/ ١٨٤)، وفتح الباري (٦/ ٣٤٤)، ولقط المرجان في أحكام الجان للسيوطي ص/ ٧١، ٧٢.
(٧) سورة الذاريات، الآية: ٥٦.
(٨) هذا أحد الأقوال المروية عن الإمام أبي حنيفة، ويروى عنه أنهم من أهل الجنة ولا ثواب لهم، وعنه قول ثالث: وهو التوقف في المسألة، وهو أكثر الروايات =