للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(ويحرم التخلي عليها) أي: القبور (وبينها) لحديث عقبة بن عامر، قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لأن أطأ على جمرةٍ أو سيفٍ أحبُّ إليَّ من أن أطأ على قبرِ مسلمٍ، ولا أبالي أوسطَ القبورِ قضيتُ حاجتِي، أو وسطَ السوقِ". رواه الخلال وابن ماجه (١).

(والدفن في صحراء أفضل) من الدفن بالعمران؛ لأنه أقل ضررًا على الأحياء من الورثة، وأشبه بمساكن الآخرة، وأكثر للدعاء له والترحم عليه، ولم تزل الصحابة والتابعون فمن بعدهم يقبرون في الصحراء (سوى النبي - صلى الله عليه وسلم -) فإنه قُبِرَ في بيته, قالت عائشة: "لئلا يُتَّخَذَ قبرُهُ مسجدًا" رواه البخاري (٢). ولأنه روى: "تدفنُ الأنبياءُ حيثُ


= تاريخه (٤٥/ ٣٠٣) من طريق ابن لهيعة، حدثنا بكر بن سوادة، حدثني زياد بن نعيم، أن ابن حزم إما عمرو، وإما عمارة، وقال: رآني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - … الحديث، ورواه الحاكم (٣/ ٥٩٠) من طريق ابن لهيعة - به - عن عمارة بن حزم دون شك.
وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (٣/ ٦١) من حديث عمارة بن حزم وقال: رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة، وفيه كلام، وقد وثق.
(١) لم نجده في مظانه من كتب الخلال المطبوعة، ورواه ابن ماجه في الجنائز، باب ٤٥، حديث ١٥٦٧. وأخرجه - أيضًا - الروياني في مسنده (١/ ١٥٤) حديث ١٧١، والذهبي في سير أعلام النبلاء (٩/ ١٣٨). وقال: إسناده صالح.
وقال المنذري في الترغيب والترهيب (٤/ ٢٨٠): إسناده جيد.
وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (١/ ٢٧٨): هذا إسناد صحيح رجاله ثقات.
وذكره السيوطي في الجامع الصغير (٥/ ٢٥٦ مع الفيض) ورمز لضعفه، وانظر حديث أبي هريرة السالف (٤/ ٢١٥)، تعليق رقم (١).
وأخرجه ابن أبي شيبة (٣/ ٣٣٨) موقوفًا على عقبة بن عامر وعبد الله بن مسعود - رضي الله عنهما -.
(٢) في الجنائز، باب ٦٢، ٩٦، حديث ١٣٣٠، ١٣٩٠، وفي المغازي، باب ٨٣، =