للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(مخوف) لأنه لا يتوقع التلف قريبًا.

(ومن كان في لُجَّة البحر عند هيجانه) أي: ثورانه بهبوب الريح العاصف، فكمرض مَخوف؛ لأن الله تعالى وَصَف هذه الحالة بشدَّة الخوف بقوله: {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ} (١) (أو قُدِّم لِيُقتل قِصاصًا، أو غيره) فكمرض مَخُوف، وأَولى؛ لظهور التلف وقُربه (أو أُسر عند من عادتهـ)ـــم (القتل) فكمرض مخوف؛ لأنه يترقَّبه، وإن لم تكن عادتهم القتل، فعطاياه كصحيح (أو حامل عند مخاض) أي: طَلْق (حتى تنجو من نِفَاسها، مع ألم، ولو) كان الطَّلْق (بسِقْطٍ تام الخلق) فكمرض مخوف، للخوف الشديد (بخلاف المُضغة) إذا وضعتها، فعطاياها كعطايا الصحيح (إلا أن يكون ثَمَّ مرض، أو ألمٌ) قاله في "المغني" فعطاياها إذًا كالمريض المرض المخرف (أو حُبس ليُقتل) فكمرض مخوف.

(أو جُرح جرحًا مُوَحِّيًا مع ثبات عقله، فكمرض مخوف) لأن عمر - رضي الله عنه - لما جُرح سقاه الطبيب لبنًا، فخرج من جُرحه، فقال له الطبيب: اعْهد إلى الناس، فعهد إليهم ووصَّى، فاتفق الصحابة على قَبول عهده ووصيته (٢). وعليٌّ - رضي الله عنه - بعد ضَرْب ابن مُلْجَم أوصى، وأمر ونهى، فلم يُحكم ببطلان قوله (٣). ومع عدم ثبات عقله لا


(١) سورة يونس، الآية: ٢٢.
(٢) أخرجه البخاري في فضائل الصحابة، باب ٨، رقم ٣٧٠٠، من طريق عمرو بن ميمون قال: رأيت عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قبل أن يصاب بأيام بالمدينة … الخبر.
(٣) أخرجه ابن أبي الدنيا في مقتل علي - رضي الله عنه - ص/ ٤٦ - ٥٧, رقم (٤٠ - ٥٠)، والطبري في تاريخه (٥/ ١٤٣، ١٤٩)، وفي تهذيب الآثار في مسند علي بن أبي طالب ص/ ٧٥ - ٧٦، رقم ١٣٧، والطبراني في الكبير (١/ ٩٧ - ١٠٥) رقم ١٦٨، من طُرق عن علي، به.
وذكرها الهيثمي في مجمع الزوائد (٩/ ١٤٠ - ١٤٥)، وقال: رواه الطبراني، وهو =