للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الذي يستقى عليه.

(والظَّعينة في العُرف المرأة، وفي الحقيقة اسمٌ للناقة التي يُظعَن) أي: يرتحل (عليها، والدابة في العُرْف اسم لذوات الأربع من الخيل والبغال والحمير، وفي الحقيقة اسم لما دبَّ ودَرَج، والعَذِرة والغائط في العُرْف الفضلة المستقذرة، وفي الحقيقة: العَذِرة: فِناء الدار) ومنه قول علي: "ما لكم لا تُنَظِّفونَ عَذِراتكم" (١) يريد أفنيتَكم (والغائط المُطمئن من الأرض، فهذا) المذكور (وأمثاله تنصرف يمين الحالف إلى مجازه) لأنه يعلم أن الحالف لا يريد غيره، فصار كالمُصرّح به (دون حقيقته) لأنها صارت مهجورة، ولا يعرفها أكثر الناس.

(فإن حلف على وطء امرأة، تعلَّقت يمينهُ بجماعِها) لأنه الذي ينصرف إليه اللفظ في العُرف.

(و) إن حلف: (لا يَشَمُّ الريحانَ، فشَمَّ الوردَ والبنفسجَ والياسمين ولو يابسًا حَنِثَ) لأنه يتناوله اسمُ الريحان حقيقة. وقال القاضي: تختصُّ يمينه بالريحان الفارسي؛ لأنه المُسمَّى عُرفًا، وقدَّمه في "المقنع" وجزم به في "الوجيز".

(و: لا يَشَمُّ الوردَ والبنفسجَ، فشمَّ دهنهما أو) شَمَّ (ماءَ الورد، حَنِثَ) لأن الشَّمَّ إنما هو للرائحة دون الذات، ورائحةُ الورد والبنفسج موجودة في دهنهما، ورائحة الورد موجودة في ماء الورد.

(و) من حلف: (لا يَشَمُّ طيبًا، فَشَمَّ نبتًا ريحه طَيِّب) كمَرْزَجوش


(١) أورده أبو عبيد في غريب الحديث (٣/ ٤٤٩ - ٤٥٠)، والزمخشري في الفائق (٢/ ٤٠٢)، والموفق في المغني (١٣/ ٦٠٣)، وابن منظور في اللسان (٤/ ٥٥٤) مادة (عذر)، ولم نقف على من رواه مسندًا.