للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(فما فعله) الأمير من هذه الأربعة (تعيَّن) ولم يكن لأحد نقضه.

(ويجب عليه اختيار الأصلح للمسلمين) لأنه يتصرف لهم على سبيل النظر، فلم يجز له ترك ما فيه الحظ، كوَليِّ اليتيم؛ لأن كل خصلة من هذه الخصال قد تكون أصلح في بعض الأسرى، فإنَّ منهم من له قوة ونكاية في المسلمين، فقتله أصلح، ومنهم الضعيف ذو المال الكثير، ففداؤه أصلح، ومنهم حسن الرأي في المسلمين يرجى إسلامه، فالمَنُّ عليه أَولى، ومن ينتفع بخدمته ويؤمن شره، استرقاقه أصلح (فمتى رأى المصلحة في خَصْلة، لم يجز اختيار غيرها) لما سبق.

(ومتى رأى القتل (١)، ضَرَب عنقه بالسيف) لقوله تعالى: {فَضَرْبَ الرِّقَابِ} (٢).

(ولا يجوز التمثيل به، ولا التعذيب) لقوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث بريدة: "ولا تعذِّبوا، ولا تُمثِّلوا" (٣).

(وإن تردَّد رأيُه ونظره) في الأسرى (فالقتل أَولى) لكفاية الشر.

(والجاسوس المسلم يُعاقَب، ويأتي حكم) الجاسوس (الذمي) في أحكام الذمة.


= رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في فداء الأسارى يوم بدر أربعمائة.
قال الحاكم: صحيح الإسناد. ووافقه الذهبي.
(١) في "ذ": "قتله".
(٢) سورة محمد، الآية: ٤.
(٣) لفظ: "ولا تعذبوا". لم نقف على من أخرجه، وحديث بريدة - رضي الله عنه - أخرجه مسلم في الجهاد حديث ١٧٣١، وغيره بلفظ: "اغزوا، ولا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدًا … الحديث. ويأتي (٧/ ٨١) تعليق رقم (١).