للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والجمع بين هذا وبين قول من قال: أول من جمع أسعدُ بن زرارة (١)، هو أن أسعد جمع الناس، فإن مصعبًا كان نزيلهم، وكان يصلي بهم، ويقرئهم، ويعلمهم الإسلام، وكان يسمى المقرئ، فأسعد دعاهم، ومصعب صلى بهم.

وفي البخاري عن ابن عباس "أن أوَّل جمعةٍ بعد جمعة في مسجدِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - جمعة بجواثى، قرية من قرى البحرين" (٢).

(وقال الشيخ (٣): فعلت بمكة على صفة الجواز، وفرضت بالمدينة. انتهى) لأن سورة الجمعة مدنية. ولعل المراد من قوله: فعلت بمكة أي قبل الهجرة، أي فعلت الجمعة، والنَّبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة قبل الهجرة، على غير وجه الوجوب، إذ آية الجمعة بل سورتها نزلت بالمدينة.

(وليس لمن قلدها) أي ولاه الإمام إمامة الجمعة (أن يؤم في الصلوات الخمس) أي في ظهر، ولا غيرها من المكتوبات. ذكره في "الأحكام السلطانية" (٤)، وقدمه في "الفروع"، و"الفائق" وغيرهما. ولعل المراد: لا يستفيد ذلك بالولاية، لا أنه يمتنع عليه الإمامة، إذ إقامة الصلوات لا تتوقف على إذنه.

(ولا لمن قلد الصلوات الخمس أن يؤم فيها) أي الجمعة؛ لعدم تناول الخمس لها، والمراد كما سبق (ولا من قلد أحدهما) أي الجمعة أو الخمس


(١) سيأتي تخريجه (٣/ ٣٣٥) تعليق رقم ٤.
(٢) البخاري في الجمعة، باب ١١، حديث ٨٩٢، وفي المغازي، باب ٦٩، حديث ٤٣٧١.
(٣) انظر مجموع الفتاوى (٧/ ٦٠٥).
(٤) ص/ ١٠٤.