للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(ومن أتى بالصلاة على وجه مكروه، استحب أن يأتي بها على وجه غير مكروه، ما دام وقتها باقيًا) وظاهره: ولو منفردًا، أو وقت نهي، لكن ما يأتي في أوقات النهي لا يساعده (لأن الإعادة مشروعة لخلل في) الفعل (الأول) والإتيان بها على وجه مكروه خلل في كمالها. ومنه تعلم أن العبادة إذا كانت على وجه مكروه لغير ذاتها، كالصلاة التي فيها سدل، أو من حاقن ونحوه، فيها ثواب، بخلاف ما إذا كانت مكروهة لذاتها، كالسواك بعد الزوال للصائم، فإنه نفسه مكروه، فلا ثواب فيه، بل يثاب على تركه. أشار إليه صاحب "الفروع" في شروط الصلاة.

(ولا يكره جمع سورتين فأكثر في ركعة، ولو في فرض) لما في "الصحيح" "أن رجلًا من الأنصار كان يؤمُّهم، فكان يقرأ قبلَ كل سورة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (١)، ثم يقرأ سورة أخرى معها، فقال له النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "ما يحملك على لزومِ هذه السورة؟ قال: إني أحبها، فقال: حبك إياها أدخلك الجنة" (٢).


(١) سورة الإخلاص، الآية: ١.
(٢) علقه البخاري في الأذان مجزومًا به، باب ١٠٦، حديث ٧٧٤. ووصله الترمذي في فضائل القرآن، باب ١١، حديث ٢٩٠١، وأحمد (٣/ ١٤١، ١٥٠)، وعبد بن حميد (٣/ ١٥٠، ١٥١، ١٧٥) رقم ١٣٠٤، ١٣٧٢، والدارمي في فضائل القرآن، باب ٢٣، حديث ٣٤٣٨، وأبو يعلى (٦/ ٨٣) حديث ٣٣٣٥، وابن خزيمة (١/ ٢٦٩) رقم ٥٣٧، والحاكم (١/ ٢٤٠، ٢٤١)، والبيهقي (٢/ ٦٠، ٦١) والبغوي (٤/ ٤٧٥) رقم ٦٩٠، والخطيب في تاريخه (٥/ ٢٦٣)، والضياء في المختارة (٥/ ١٢٧، ١٢٨، ١٢٩) رقم ١٧٤٩، ١٧٥٠، جميعهم من طرق عن أنس - رضي الله عنه -. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح من هذا الوجه. وفي الباب عن عائشة - رضي الله عنها - بنحوه. رواه البخاري في التوحيد، باب ١، حديث ٧٣٧٥، ومسلم في صلاة المسافرين، حديث ٨١٣.