للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذلك موضَّحًا.

(وحَمل الميت إلى غير بلده لغير حاجة مكروه) لما نُقل عن عائشة أنَّه "لما مات عبدُ الرحمن بنُ أبي بكرِ بالحبش (١) -وهو مكان بينه وبين المدينة اثنا عشر ميلًا ونُقل إلى مكة، أتت قبره، وقالت: والله لو حضرتك، ما دفنتك إلَّا حيثُ متَّ، ولو شهدتك، ما زرتكَ"، رواه التِّرمذيُّ (٢)، وهو محمول على أنها لم تَرَ غرضًا صحيحًا في نقله، أو أنَّه تأذى به. فإن كان لغرض صحيح، فلا كراهة؛ لما في "الموطأ" عن مالك، أنَّه سمع غير واحد يقول: "إن سعد بن أبي وقاص، وسعيد بن زيد ماتا بالعقيق، فحملا إلى المدينة ودفنا بها" (٣). وقال سفيان بن عيينة: مات ابن عمر هاهنا، وأوصى أن لا


(١) كذا في الأصول: "بالحبش" وفي سنن التِّرمذيُّ: "بحُبشيّ" وهو الصواب، قال في معجم البلدان (٢/ ٢١٤): حبشي بالضم ثم السكون والشين معجمة والياء مشددة: جبل بأسفل مكّة بنعمان الأراك.
(٢) في الجنائز، باب ٦٠، حديث ١٠٥٥. وأخرجه -أيضًا- عبد الرزَّاق (٣/ ٥١٧، ٥١٨)، رقم ٦٥٣٥، ٦٥٣٩، وابن أبي شيبة (٣/ ٣٤٣ - ٣٤٤)، وابن المنذر في الأوسط (٥/ ٤١٢) رقم ٣١٠٦، والفاكهي في أخبار مكّة (٤/ ٢٠٥) رقم ٢٥١٣ و (٥/ ٩٦) رقم ٢٩٠٣. والحاكم (٣/ ٤٧٦)، وابن عساكر (٣٥/ ٤١).
قال ابن الملقِّن في تحفة المحتاج (٢/ ٣٥): رواه الترمذي بإسناد على شرط الصحيح.
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٣/ ٦٠) وقال: رواه الطّبرانيّ في الكبير، ورجاله رجال الصحيح.
(٣) الموطأ (١/ ٢٣٢)، وأخرجه -أيضًا- ابن سعد (٣/ ١٤٧) من طريق مالك أنَّه =