قال ابن عبد البر في التمهيد: وهذا قول مخالف للجماعة من الصَّحَابَة ومن بعدهم. وذكر الذهبي أن هذا القول من أنكر ما جاء عن مجاهد في التفسير. قلنا: تفسير المقام المحمود بهذا مخالف لما ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي رواه التِّرْمِذِيّ في التفسير، باب ١٨، حديث ٣١٣٧، وأَحمد (٢/ ٤٤٤)، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قوله: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} سُئل عنها قال: هي الشفاعة. قال الترمذي: حديث حسن. وقال الحافظ في الفتح (١١/ ٤٢٦): قوله تعالى: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا}، الجمهور على أن المراد به الشفاعة. انظر: تفسير الطبري (١٥/ ١٤٧)، والعلو للذهبي (٢/ ٨٨١). قلنا: والذي في تفسير مجاهد (١/ ٣٦٩) أنَّه فسر المقام المحمود بالشفاعة. وقول عبد الله بن سلام بأنه الجلوس على الكرسي: أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (٢/ ٣٦٥) رقم ٧٨٦، والطبري في تفسيره (١٥/ ١٤٨)، والخلال في السنة (١/ ٢٠٩، ٢١١، ٢٤٥، ٢٥٦، ٢٥٧) رقم ٢٣٦، ٢٣٧، ٢٨٠، ٣٠٧ - ٣٠٩، والآجري في الشريعة (٤/ ١٦٠٩) رقم ١٠٩٧، والذهبي في العلو (٢/ ١٠٨٧) رقم ٤٢٥، من طريق الجريري، عن سيف السدوسي، عن عبد الله بن سلام. قال البخاريّ في التاريخ الكبير (٤/ ١٥٨): لا يعرف لسيف سماع من ابن سلام. وأخرجه الحاكم (٤/ ٥٦٨)، عن بشر بن شغاف، عن عبد الله بن سلام -في حديث طويل- وصححه ووافقه الذهبي. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (٨/ ٢٥٤) وقال فيه رجل لم يسمَّ. وانظر: تعليق الشيخ الألباني على السنة لابن أبي عاصم (٢/ ٢٦٦). (١) في "ذ": "وانقضت".