للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(ومعجزاته باقية إلى يوم القيامة) كالقرآن، وانقطعت (١) معجزات الأنبياء بموتهم، إذ أكثر معجزات بني إسرائيل كانت حسية تُشَاهد بالأبصار، كناقة صالح، وعصا موسى، فانقرضت بانقراض أعصارهم، ولم يشاهدها إلَّا من حضرها، ومعجزة القرآن تشاهد بالبصيرة، فتستمر


= (٨/ ٤٠٠).
قال ابن عبد البر في التمهيد: وهذا قول مخالف للجماعة من الصَّحَابَة ومن بعدهم.
وذكر الذهبي أن هذا القول من أنكر ما جاء عن مجاهد في التفسير.
قلنا: تفسير المقام المحمود بهذا مخالف لما ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي رواه التِّرْمِذِيّ في التفسير، باب ١٨، حديث ٣١٣٧، وأَحمد (٢/ ٤٤٤)، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قوله: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} سُئل عنها قال: هي الشفاعة.
قال الترمذي: حديث حسن.
وقال الحافظ في الفتح (١١/ ٤٢٦): قوله تعالى: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا}، الجمهور على أن المراد به الشفاعة.
انظر: تفسير الطبري (١٥/ ١٤٧)، والعلو للذهبي (٢/ ٨٨١).
قلنا: والذي في تفسير مجاهد (١/ ٣٦٩) أنَّه فسر المقام المحمود بالشفاعة.
وقول عبد الله بن سلام بأنه الجلوس على الكرسي: أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (٢/ ٣٦٥) رقم ٧٨٦، والطبري في تفسيره (١٥/ ١٤٨)، والخلال في السنة (١/ ٢٠٩، ٢١١، ٢٤٥، ٢٥٦، ٢٥٧) رقم ٢٣٦، ٢٣٧، ٢٨٠، ٣٠٧ - ٣٠٩، والآجري في الشريعة (٤/ ١٦٠٩) رقم ١٠٩٧، والذهبي في العلو (٢/ ١٠٨٧) رقم ٤٢٥، من طريق الجريري، عن سيف السدوسي، عن عبد الله بن سلام. قال البخاريّ في التاريخ الكبير (٤/ ١٥٨): لا يعرف لسيف سماع من ابن سلام.
وأخرجه الحاكم (٤/ ٥٦٨)، عن بشر بن شغاف، عن عبد الله بن سلام -في حديث طويل- وصححه ووافقه الذهبي. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (٨/ ٢٥٤) وقال فيه رجل لم يسمَّ. وانظر: تعليق الشيخ الألباني على السنة لابن أبي عاصم (٢/ ٢٦٦).
(١) في "ذ": "وانقضت".