للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(وهو) - صلى الله عليه وسلم - (طاهر بعد موته، بلا نزاع بين العلماء) واختلفوا في غيره من الآدميين، والمذهب عندنا أن غيره -أيضًا- طاهر.

(ولم يكن له) - صلى الله عليه وسلم - (فيء) أي: ظل (في شمس ولا قمر؛ لأنه نوراني (١)، والظل نوع ظلمة) ذكره ابن عقيل وغيره، ويشهد له أنه سأل الله أن يجعل في جميع أعضائه وجهاته نورًا، وختم بقوله: "واجعلني نورًا" (٢).


= حديث ١٦٢ (٢٦١)، عن أنس رضي الله عنه.
(١) قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (١١/ ٩٤): والنبي - صلى الله عليه وسلم - خُلق مما يُخلق منه البشر، ولم يُخلق أحدٌ من البشر من نور، بل قد ثبت في الصحيح [مسلم (٢٩٩٦)] عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "خلق الملائكة من نور، وخلق إبليس من نار، وخلق آدم مما وُصِف لكم". وقال في الجواب الصحيح (٣/ ٣٨٤ - ٣٨٥): وظن طائفة من غلاة المنتسبين إلى الإسلام وغيرهم الذين يقولون: إن ذات النبي - صلى الله عليه وسلم - كانت موجودة قبل خلق آدم، ويقولون: إنه خُلق من نور ربِّ العالمين، ووُجد قبل خلق آدم، وأن الأشياء خُلِفت منه، حتى قد يقولون في محمد - صلى الله عليه وسلم - من جنس قول النصارى في المسيح، حتى قد يجعلون مَدَد العالم منه، ويروون في ذلك أحاديث، وكلها كذب … وقد ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي في الصحيحين [البخاري (٣٤٤٥)، ومسلم (١٦٩١)] أنه قال: "لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم، فإنما أنا عبد؛ فقولوا: عبدُ الله ورسوله" وقد قال تعالى عنه: {قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إلا بَشَرًا رَسُولًا} [الإسراء: ٩٣].
وقال الشيخ محمد خليل هراس في تعليقه على الخصائص الكبرى للسيوطي (١/ ١٦٩): لم ترد هذه الخصوصية في شيء من الصحيح، ولا نظنها صحيحة، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان جسدًا يأكل ويشرب، وله صفات الأجساد، وإذا فُرض أنه لم يكن لجسده ظل؛ فما بال ثيابه؟!
(٢) أخرجه مسلم في صلاة المسافرين، باب ٢٦، حديث ٧٦٣، من طريق غندر، عن شعبة، عن سلمة، عن كريب، عن ابن عباس، ولفظه: "واجعل لي نورًا"، أو قال: "واجعلني نورًا" ثم أخرجه من طريق النضر بن شميل، عن شعبة، به، ولفظه: "واجعلني نورًا"، ولم يشك. =