للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(وليس له) أي: الجالس بطريق واسع ونحوه (الجلوس بحيث يمنع جاره رؤية المُعاملين (١) لمتاعه، أو) يمنع (وصولهم) أي: المُعاملين (إليه) أي: إلى جاره (أو يُضيَّق عليه) أي: على جاره (في كَيْل، أو وزن، أو أَخْذٍ، أو إعطاء) لحديث: "لا ضررَ ولا ضرارَ" (٢).

(وله) أي: الجالس بطريق واسع، أو رحبة مسجد غير مَحوطة (أن يُظَلل على نفسه فيها بما لا ضرر فيه، من بارية) أي: حصير (وكساء) لدعاء الحاجة إلى ذلك (وليس له أن يبني دَكَّة ولا غيرها) في الطريق ولو واسعًا، وتقدم في الصُّلح (٣)، ولا في رحبة المسجد؛ لما فيه من التضييق.

(فإن سبق اثنان، فأكثر إليها) أي: إلى الطريق الواسع، أو إلى رحبة المسجد غير المحوطة (أو) سبق (إلى خان مسبل، أو) سبق إلى (رباط، أو) إلى (مدرسة، أو) إلى (خانكاه) ويقال: خانقاه (٤) (ولم يتوقف فيها) أي: المذكورات من الرباط، والمدرسة، والخانكاه (على تنزيل ناظر) وضاق المكان عن انتفاع جميعهم (أُقْرع) لأنهم استووا في السبق، والقُرعة مميزة.

(ومن سبق إلى معدن مباح) غير مملوك (فهو أحقُّ بما ينالـ)ــه


(١) المعاملين: من المعاملة، عاملته في كلام أهل الأمصار: يُراد به التصرُّف؛ من البيع ونحوه. المصباح المنير ص/ ٥٨٨، مادة (عمل).
(٢) تقدم تخريجه (٢/ ١١١) تعليق رقم (١).
(٣) (٨/ ٣٠٧).
(٤) الخانَقاه: بفتح النون، بُقعةٌ يسكنها أهل الصلاة والخير والصُّوفية، مُعَرَّب "خانه كاه". وقد حدثت في الإسلام في حُدود الأربعمائة، وجُعِلتْ لمتخلّي الصوفية فيها لعبادة الله تعالى. تاج العروس (٢٥/ ٢٧٠) مادة (خنق).