للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النساء) فخيرها آخرها، وشرها أولها، للخبر (١). والمراد: إذا صلين مع الرجال، وإلا فكالرجال. قال ابن هبيرة (٢): وله -أي الصف الأول- ثوابه وثواب من وراءه ما اتصلت الصفوف لاقتدائهم به.

(ويسن تأخيرهن) أي النساء خلف صفوف الرجال لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "أخروهن من حيث أخرهن الله" (٣) (فتكره صلاة رجل بين يديه امرأة تصلي) لما تقدم من الخبر (وإلا) أي: وإن لم تكن تصلي (فلا) كراهة، لما تقدم من حديث عائشة في نواقض الوضوء (٤).

(ثم يقول) الإِمام ثم المأموم، وكذا المنفرد (وهو قائم مع القدرة) على القيام وعدم ما يسقطه مما يأتي، وتقدم بعضه (في الفرض: الله أكبر، مرتبًا متواليًا) وجوبًا (لا يجزئه غيرها) لحديث أبي حميد الساعدي قال: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا استفتح الصلاة استقبل القبلة، ورفع يديه، وقال: الله أكبرُ" رواه ابن ماجه، وصححه ابن حبان (٥). وحديث علي يرفعه قال: "مفتاحُ الصلاة


(١) روى مسلم في الصلاة، حديث ٤٤٠، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها، وشرها أولها".
(٢) الإفصاح عن معاني الصحاح (٦/ ٤١٤).
(٣) لم نجد من خرجه مرفوعًا، وإنما رواه عبد الرزاق (٣/ ١٤٩ رقم ٥١١٥)، وابن خزيمة (٣/ ٩٩) رقم ١٧٠٠، والطبراني في "الكبير" (٩/ ٣٤٢ رقم ٩٤٨٤) موقوفًا عن ابن مسعود رضي الله عنه، وصحح إسناده الحافظ في الفتح (١/ ٣٥٠). ورواه ابن خزيمة -أيضًا- (٣/ ٩٩) رقم ١٧٠٠، بلفظ: أخروهن حيث جعلهن الله. ينظر نصب الراية (٢/ ٣٦)، والدراية (١/ ١٧١)، وكشف الخفاء (١/ ٦٩).
(٤) تقدم تخريجه (١/ ٢٩٩) تعليق رقم ٣.
(٥) ابن ماجه في الإقامة، باب ١، ١٥، ٧٢ ، حديث ٨٠٣، ٨٦٢، ١٠٦١، وابن حبان "الإحسان" (٥/ ١٧٨ - ١٨٠، ١٨٧ - ١٨٨) حديث ١٨٦٥ - ١٨٦٧، =