للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بقول الخرقي التَّرْقُوتان معًا، وإنما اكتفى بلفظ الواحد لإدخال الألف واللام المقتضية للاستغراق، فيكون في كل تَرْقُوة بعير.

(وفي كل واحد من الذراع وهو الساعد الجامع لعَظْمَي الزَّنْد) بفتح الزاي، وهو ما انحسر عنه اللحم من الساعد. قال الجوهري (١): الزند: وصل طرف الذراع بالكف، وهما زندان بالكوع والكرسوع، وهو: طرف الزند الذي يلي الخِنْصِرَ، وهو الناتئ عند الرسغ (٢).

(و) من (العَضُد والفَخِذ والسَّاق، إذا جُبِرَ ذلك مستقيمًا) بأن بقي على ما كان عليه من غير أن يتغير عن صفته (بعيران) لما روى سعيد، عن عَمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده: أنَّ عَمْرو بن العاصِ كَتَبَ إلى عُمرَ في أحَدِ الزَّندَينٍ إذا كُسِر، فكتبَ إليه عُمرُ: أنَّ فيهِ بعيرَينِ، وإذا كَسَرَ الزَّنْدين (٣) فَفيهِما أربعةُ أبعِرَةٍ (٤). ولم يُعرف له مخالف في الصحابة، فكان كالإجماع، وبقية العظام المذكورة كالزند (وإلا) أي: وإن لم ينجبر ما تقدَّم من الضلع والترقوة والزند والفخذ والساق (فحكومة) لذلك النقص (ولا مقدّر في غير هذه العظام) لعدم التقدير فيه.

(وما عدا ما ذكرنا من الجروح، وكَسْر العظام: مثل خَرَزَةِ الصُّلب


(١) الصحاح (١/ ٤٧٨).
(٢) الصحاح (٣/ ١٢٧٦).
(٣) في "ذ": "كسر الزندان".
(٤) لم نقف عليه في المطبوع من سنن سعيد بن منصور، ولا في غيرها من المصادر الحديثية.
وأخرج عبد الرزاق (٩/ ٣٩٠) رقم ١٧٧٢٩ ، من طريق عاصم بن سفيان أن عمر كتب إلى سفيان بن عبد الله: في أحد الزندين من اليد إذا انجبر على غير عثم مئتا درهم.
وعَثَم العظمُ المكسورُ: انجبر على غير استواء. القاموس المحيط ص/ ١٤٦٥، مادة (عثم).