للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

معاصيك، إلَّا برحمتك. {أَنْتَ مَوْلَانَا}: ناصرنا وحافظنا.

(وكذلك إذا زاد ماء النبع)، كماء العيون، (بحيث يضر، استحب لهم أن يدعوا الله تعالى أن يخففه عنهم، و) أن (يصرفه إلى أماكن)، بحيث (ينفع ولا يضر) لأنه في معنى زيادة الأمطار.

(ويستحب الدعاء عند نزول الغيث) لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "يستجاب الدعاء عند ثلاث: التقاء الجيوش، وإقامة الصلاة، ونزول الغيث" (١).

(و) يسن (أن يقول: مطرنا بفضل الله ورحمته. ويحرم) قوله (٢): مطرنا (بنوء كذا)، لخبر زيد بن خالد، وهو في "الصحيحين" (٣). ولمسلم (٤) عن


(١) لم نقف على من أخرجه بهذا اللفظ، وقد روى الطبراني في الكبير (٨/ ١٩٩)، حديث ٧٧١٣، والبيهقي (٣/ ٣٦٠) وفي معرفة السنن والآثار (٥/ ١٨٦) عن أبي أُمامة مرفوعًا، قال: تفتح أبواب السماء ويستجاب الدعاء في أربعة مواطن -فذكرها- وزاد: عند رؤية الكعبة. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (١٠/ ١٥٥): رواه الطبراني، وفيه عفير بن معدان وهو مجمع على ضعفه. وقال النووي في الخلاصة (٢/ ٨٨٤): رواه البيهقي بإسناد ضعيف وضعفه البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (٢/ ٣٤٣). وأخرج الشَّافعيّ في الأم (١/ ٢٥٣) ومن طريقه البيهقي في معرفة السنن والآثار (٥/ ١٨٦) عن مكحول مرسلًا بلفظ: اطلبوا إجابة الدعاء عند التقاء الجيوش، وإقامة الصلاة ونزول المطر.
(٢) في "ح" و"ذ": "قول".
(٣) البخاري في الأذان، باب ١٥٦، حديث ٨٤٦، وفي الاستسقاء، باب ٢٨، حديث ١٠٣٨، وفي المغازي، باب ٣٥، حديث ٤١٤٧، ومسلم في الإيمان، حديث ٧١ (١٢٥) قال: صلى لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليلة، فلما انصرف، أقبل على النَّاس فقال: هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي، وكافر بالكواكب، وأما من قال: بنوء كذا، وكذا، فذلك كافر بي، ومؤمن بالكواكب.
(٤) في الإيمان، حديث ٧٢.