للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإنما شرع تكرار السجود في كل ركعة دون غيره؛ لأن السجود أبلغ ما يكون في التواضع؛ لأن المصلي لما ترقى في الخدمة بأن قام، ثم ركع، ثم سجد، فقد أتى بغاية الخدمة، ثم أذن له في الجلوس في خدمة المعبود، فسجد ثانيًا شكرًا على اختصاصه إياه بالخدمة، وعلى استخلاصه من غواية الشيطان إلى عبادة الرحمن.

(ثم يرفع رأسه مكبرًا) لأنه - صلى الله عليه وسلم - "كان يكبر في كل خفض ورفع" (١) (قائمًا على صدور قدميه، معتمدًا على ركبتيه بيديه) نص عليه، لحديث وائل بن حجر (٢). وعن ابن عمر قال: "نهى النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أن يعتمد الرجل على يديه إذا نهض في الصلاة" رواه أبو داود (٣). ولأنه أشق، قكان أفضل، كالتجافي (إلا


(١) أخرجه النسائي في التطبيق، باب ٣٤، ٨٣ حديث ١٠٨٢، ١١٤١، وفي السهو باب ٧٠ حديث ١٣١٨، والترمذي في الصلاة، باب ٧٤، حديث ٢٥٣، والطيالسي ص/ ٣٦, حديث ٢٧٩، وابن أبي شيبة (١/ ٢٣٩ - ٢٤٠)، وأحمد (١/ ٣٨٦، ٣٩٤، ٤١٨، ٤٢٦، ٤٤٢، ٤٤٣)، والدارمي في الصلاة، باب ٤٠ حديث ١٢٥٢، والبزار في مسنده (٥/ ٤٨، ٤٩) حديث ١٦٠٩، ١٦١٠، وأبو يعلى (٩/ ٣٩، ٦٤، ٢٢٨) حديث ٥١٠١، ٥١٢٨، ٥٣٣٤، والطحاوي (١/ ٢٢٠)، والطبراني في الكبير (١٠/ ١٥٠) حديث ١٠١٧٢، والدارقطني (١/ ٣٥٧)، والبيهقي (٢/ ١٧٧)، عن ابن مسعود - رضي الله عنه -. وقال الترمذي: حسن صحيح.
(٢) أخرجه أبو داود في الصلاة، باب ١٤١، حديث ٨٣٩، والبيهقي (٢/ ٩٨ - ٩٩) من طريق محمد بن جحادة، عن عبد الجبار بن وائل، عن أبيه وائل بن حجر - رضي الله عنه - مرفوعًا: وإذا نهض نهض على ركبتيه، واعتمد على فخذيه.
وعبد الجبار لم يسمع من أبيه، قاله ابن معين. انظر جامع التحصيل للعلائي ص/ ٢٦٧.
(٣) في الصلاة، باب ١٨٧، حديث ٩٩٢ عن أربعة من مشايخه: أحمد بن حنبل، وأحمد بن محمد بن شبويه، ومحمد بن رافع، ومحمد بن عبد الملك الغزال. =