للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقتله (١)؛ ولأن الشرك أعظم من سحره ولم يُقتل به، والأخبار وردت في ساحر المسلمين؛ لأنه يكفُر بسِحره، وهذا كافر أصلي (إلا أن يقتل) الساحر الذمي (به) أي: بسِحره (ويكون) سحره (مما يقتل غالبًا، فَيُقتصّ منه) إذا قَتَل من يكافئه، كما لو قَتَل بغيره.

(فأما الذي يسحر بأدوية وتدخين، وسقي شيء يضر، فإنه لا يكفر ولا يُقتل) لأن الله تعالى وصف الساحرين الكافرين بأنهم يفرقون بين المرء وزوجه، فيختصّ الكفر بهم، ويبقى من سواهم من السحرة على أصل العصمة (ويعزر تعزيرًا بليغًا دون القتل) لأنه ارتكب معصية.

(إلا أن يقتل بفعله) ذلك، ويكون مما يقتل (غالبًا، فيقتصّ منه) إذا قتل من يكافئه، كما لو قتله بغير ذلك (وإلا) أي: وإن لم يكن فعله مما يقتل غالبًا (فـ) ـــاللازم (الدية، وتقدم في كتاب الجنايات (٢).

وأما الذي يعزم على الجنّ، ويزعم أنه يجمعها) فَتُطيعه (فلا يكفر) بذلك (ولا يُقتل) به؛ لأنه ليس في معنى المنصوص على قتله بالسحر (ويُعزَّر تعزيرًا بليغًا دون القتل) لارتكابه معصية عظيمة.

(وكذا الكاهن والعَرَّاف. والكاهن: الذي له رَئيٌّ من الجن يأتيه بالأخبار. والعَرَّاف: الذي يَحدِس ويتخرص كالمُنَجِّم) وهو الذي ينظر في النجوم ويستدل بها على الحوادث.

(ولو أوهم قومًا بطريقته أنه يعلم الغيبَ، فللإمام قتلُهُ؛ لسعيه بالفساد. وقال الشيخ: التنجيم -كالاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية- من السحر. قال) الشيخ: (ويحرم إجماعًا) وأقر


(١) تقدم تخريجه (١٤/ ٢٧٣) تعليق رقم (١).
(٢) (١٣/ ٢١٦ - ٢١٧).