للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأُجيب عنه: بأنه يجوز التعبير عن الفقير بالمسكين مطلقًا، وأن هذا النعت لا يستحقه بإطلاق اسم المسكنة.

(والفقير: من لا يجد شيئًا البتةَ) أي: قطعًا (أو يجد شيئًا يسيرًا من الكفاية دون نصفها من كَسب أو غيره، مما لا يقع موقعًا من كفايته) كدرهمين من عشرة، ومثَّله الخرقي وتبعه في "الشرح": بالزَّمِن والأعمى؛ لأنهما في الغالب كذلك، قال تعالى: {لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} (١) الآية.

(الثاني: المساكين، والمسكين: من يجد معظم الكفاية أو نصفَها) من كَسْب أو غيره، مفعيل، من السكون، وهو الَّذي أسكنته الحاجة.

(ومن مَلَك نقدًا ولو خمسين درهمًا فأكثرَ، أي قيمتها من الذهب أو غيره) كالعُروض (ولو كَثُرت قيمته، لا يَقوم) ذلك (بكفايته، فليس بغني، فيأخذ تمام كفايته سَنَةً) من الزكاة.

(فلو كان في ملكه عُرُوضٌ للتجارة قيمتها ألف دينار، أو أكثر) من ذلك (لا يَرُدُّ عليه ربحُها) أي: لا يحصل له منه (قَدْر كفايته) جاز له أخذ الزكاة (أو) كان (له مواشٍ تبلغ نصابًا، أو) له (زَرْعٌ يبلغ خسمة أوسق، لا يَقوم) ذلك (بجميع كفايته، جاز له أَخْذُ الزكاة) ولا يمنع ذلك وجوبها عليه.

(قال) الإمام (أحمد (٢)) في رواية محمد بن الحكم: (إذا كان له


(١) سورة البقرة الآية: ٢٧٣.
(٢) المغني (٤/ ١٢٢).