للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[باب المناسخات]

جمع مناسخة، من النَّسخ بمعنى الإزالة، أو التغيير، أو النقل. يقال: نَسختِ الشمسُ الظلَّ، أي: أزالته. ونسختِ الرياحُ الديارَ: غيَّرتها. ونسختُ الكتابَ: نقلت ما فيه.

(ومعناها) عند الفقهاء والفَرضيين: (أن يموت بعض وَرَثة الميت قبل قَسْم تَرِكته) سُمِّيت بذلك لزوال حكم الميت الأول ورفعه. وقيل: لأن المال تناسخته الأيدي.

وهذا الباب من عويص الفرائض، وما أحسن الاستعانة عليه بمعرفة رسالة "الشِّبَاك" (١) لابن الهائم (٢) لأنه أضبط.

(ولها) أي: المناسخة (ثلاثة أحوال:

أحدها: أن يكون ورثة الثاني يرثونه على حسب ميراثهم من الأول، مثل أن يكونوا عَصَبة لهما) كالأولاد فيهم ذكر، والإخوة، والأعمام (فاقْسِم المال بين من بقي منهم، ولا تنظر إلى الميت الأول) لأنه لا فائدة في النظر في مسألة الميت الأول (كميت خلَّف أربعة بنين، وثلاث بنات،


(١) كتاب: شبكة ابن الهائم في عمل المناسخات في علم الفرائض، وهو مخطوط لم يطبع. انظر: الفهرس الوصفي لمخطوطات علم الفرائض ص/ ٩٢.
(٢) هو شهاب الدين أحمد بن محمد بن عماد المصري الشافعي الفرضي الحاسب، ابن الهائم، ولد سنة ٧٥٣ هـ، عني بالفرائض والحساب, وسمع منه الحافظ ابن حجر، له عدة تآليف في الفرائض، منها: الفصول في الفرائض، أو الفصول المهمة في علم مواريث الأمة وجدول الميراث، وهما مطبوعان. توفي ببيت المقدس سنة ٨١٥ هـ، رحمه الله تعالى. انظر: شذرات الذهب (٩/ ١٦٣ - ١٦٤)، والضوء اللامع (٢/ ١٥٧ - ١٥٨).