للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جعل. نص عليه (١)، ولم يعدل إلى الشق؛ لما تقدم.

(ويسن تعميقه) أي: القبر بلا حدٍّ (وتوسعته بلا حدٍّ) لقوله - صلى الله عليه وسلم - في قتلى أحد: "احفرُوا وأوسعُوا وأعمقُوا". قال الترمذي: حديث حسن صحيح (٢). ولأن تعميق القبر أنفى لظهور الرائحة التي تستضر بها الأحياء، وأبعد لقدرة الوحش على نبشه، وآكد لستر الميت.

والتوسيع: الزيادة في الطول والعَرْض: روى البيهقي: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لحفار: "أوسعْ من قبلِ الرأسِ، ومن قبل الرجْليْن" (٣).

والتعميق - بالعين المهملة - الزيادة في النزول.

(وقال الأكثر: قامة وسطًا وبسطة، وهي بسط يده قائمة ويكفي ما) أي: التعميق (٤) (يمنع الرائحة والسباع) لأنه لم يرد فيه تقدير، فيرجع فيه إلى ما يحصل المقصود.

(و) يسن أن (ينصب عليه) أي: على الميت بعد وضعه في اللحد (اللَّبِن نصبًا) لما تقدم عن سعد بن أبي وقاص (٥) (وهو) أي: اللبن


(١) انظر الفروع (٢/ ٢٦٨).
(٢) تقدم تخريجه (٤/ ١٢٦)، تعليق رقم (١). وهذه الفقرة رواها - أيضًا - ابن ماجه في الجنائز، باب ٤١، حديث ١٥٦٠.
(٣) البيهقي (٣/ ٤١٤) و(٥/ ٣٣٥). وأخرجه - أيضًا - أبو داود في البيوع، باب ٣، حديث ٣٣٣٢، وعبد الرزاق (٣/ ٥٠٨) حديث ٦٥٠٠، وأحمد (٥/ ٤٠٨)، والدارقطني (٤/ ٢٨٥ - ٢٨٦) من حديث رجل من الأنصار. وصححه النووي في المجموع (٥/ ٢٣٦)، والزيلعي في نصب الراية (٤/ ١٦٨)، والحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير (٢/ ١٢٧).
(٤) في "ذ" "تعميق".
(٥) (٤/ ١٨٩ - ١٩٠).