للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نظر، ويحتمل - وهو أحسنها - أن المشبه الصلاة على النَّبيِّ وآله، بالصلاة على إبراهيم وآله، فتقابلت الجملتان، ويقدر أن يكون لآل الرسول ما لآل إبراهيم الذين هم الأنبياء، فكأن ما توفر من ذلك حاصل للرسول - صلى الله عليه وسلم - والذي تحصل من ذلك هو آثار الرحمة والرضوان، ومن كانت في حقه البركات أفضل (١).

(ويسن أن يتعوز فيقول: أعوذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح (٢) الدجال، اللهم إني أعوذ بك من المأثم، والمغرم) لما ورد أنه - صلى الله عليه وسلم - "كان يتعوذ من ذلك" (٣). والمحيا والممات: الحياة والموت، والمسيح - بالحاء المهملة على المعروف -.

(وإن دعا بما ورد في الكتاب والسنة، أو عن الصحابة والسلف، أو بغيره مما يتضمن طاعة، ويعود إلى أمر آخرته - نصا - ولو لم يشبه ما ورد، كالدعاء بالرزق الحلال، والرحمة، والعصمة من الفواحش، ونحوه، فلا


(١) قال القرافي [الفروق ٢/ ٤٩]: وليس الأمر كذلك، بل إنما وقع التشبيه بين عطية تحصل للنبي - صلى الله عليه وسلم - لم تكن حصلت له قبل الدعاء، فإن الدماء إنما يتعلق بالمعدوم المستقبل, فهما كرجلين أعطي لأحدهما ألف، وللآخر ألفان، ثم طلب لصاحب الألفين مثل ما أعطي صاحب الألف، فوصل له ثلاثة آلاف، فلا يرد السؤال من أصله. "ش".
(٢) المسيح: بمعنى مفعول, لأنه ممسوح إحدى العينين، بخلاف المسيح ابن مريم - عليهما السلام -، فإنه بمعنى: فاعل؛ لأنه كان إذا مسح ذا عاهة، عوفي، ذكره الخطابي [غريب الحديث ٣/ ٢٣٤] بمعناه. "ش".
(٣) ورد من حديث عائشة - رضي الله عنها - عند البخاري في الأذان، باب ١٤٩، حديث ٨٣٢، ومسلم في المساجد حديث ٥٨٩. ومن حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عند مسلم في المساجد، حديث ٥٨٨.