للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(ويستحب أن يخرج معه أهل الدين والصلاح، والشيوخ) لأنه أسرع لإجابتهم، وقد استسقى عمر بالعباس (١)، ومعاوية بيزيد بن الأسود (٢)، واستسقى به الضحاك (٣) بن قيس (٤) مرة أخرى، ذكره الموفق والشارح.

وقال السامري، وصاحب "التلخيص": لا بأس بالتوسل في الاستسقاء بالشيوخ والعلماء المتقين.

وقال في المذهب: يجوز أن يستشفع إلى الله برجل صالح، وقيل: يستحب. قال أحمد في منسكه الذي كتبه للمروذي: أنه يتوسل بالنَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في دعائه، وجزم به في "المستوعب" وغيره (٥).


(١) أخرجه البخاري في الاستسقاء، باب ٣، حديث ١٠١٠ عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -. وقوله بالعباس أي بدعائه كما روى عبد الرزاق (٣/ ٩٢) رقم ٤٩١٣، وابن عساكر (٢٦/ ٣٥٦، ٣٥٧) عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن عمر استسقى بالمصلى، فقال للعباس: قم فاستسق، فقام العباس، فقال: اللهم . . . إلخ. وأما التوسل بذوات الصالحين فإنه لا يجوز. انظر مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - (١/ ٢٠١).
(٢) رواه ابن سعد (٧/ ٤٤٤)، وأبو زرعة الدمشقي في تاريخه (١/ ٦٠٢) رقم ١٧٠٣، واللالكائي في كرامات أولياء الله ص/ ١٩٠ - ١٩١ رقم ١٥١. وصحح إسناده الحافظ في التلخيص الحبير (٢/ ١٠١).
(٣) الضحاك بن قيس هو ابن خالد الأكبر القرشي، مختلف في صحبته، شهد فتح دمشق وسكنها، وشهد صفين مع معاوية، وكان على أهل دمشق يومئذ، قتل بمرج راهط من أرض دمشق في قتاله لمروان بن الحكم سنة ٦٤، أو ٦٥. انظر تهذيب الكمال (١٣/ ٢٧٩)، والإصابة (٥/ ١٨٦).
(٤) رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه (١/ ٦٠٢) رقم ١٧٠٤.
(٥) التوسل بذات النبي - صلى الله عليه وسلم -، وبغيره من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام والصالحين لا يجوز. قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في التوسل والوسيلة ص/ ٨٢: التوسل به بمعنى الإقسام على الله بذاته، والسؤال بذاته، فهذا هو الذي لم تكن الصحابة =