للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[باب الجعالة]

- بتثليث الجيم - رُوي عن ابن مالك (١). مشتقة من الجُعْل، بمعنى التسمية؛ لأن الجاعل يُسمِّي الجعل لمن يعمل له العمل، أو من الجَعْل بمعنى الإيجاب، يقال: جعلت له كذا، أي: أوجبت. ويُسمَّى ما يُعطاه الإنسان على أمر يفعله: جُعلًا، وجعالة، وجَعِيلة؛ قاله ابن فارس (٢).

والأصل في مشروعيتها قوله تعالى: {وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ} (٣)، وحديث اللديغ (٤).

(وهي جَعلُ شيءٍ) من المال (معلومٍ، كأجرة) بالرؤية أو الوصف، و(لا) يُشترط أن يكون معلومًا، إن كان (من مال حربي، فيصح) أن يجعل الإمام من مال حربي (مجهولًا) كثلث مال فلان الحربي، ونحوه لمن يدلُّ على قلعة ونحوها، وتقدم في الجهاد (٥). وقوله (لمن يعمل له عملًا مباحًا) متعلِّق بــ "جَعْل" (ولو) كان العمل المباح (مجهولًا (٦)) كخياطة


(١) إكمال الإعلام بتثليث الكلام (١/ ١٥).
(٢) مجمل اللغة (١/ ١٩١).
(٣) سورة يوسف، الآية: ٧٢.
(٤) وهو ما رواه أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -, قال: انطلق نفر من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفرة سافروها، حتى نزلوا على حي من أحياء العرب، فاستضافوهم، فأبوا أن يضيفوهم، فلدغ سيد ذلك الحي … الحديث، وفيه: فقال بعضهم - أي بعض الصحابة -: فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لنا جعلًا. وقد تقدم تخريجه (٤/ ٣٠) تعليق رقم (١).
(٥) (٧/ ٩٩ - ١٠٠).
(٦) في حاشية نسخة الشيخ حمود التويجري - رحمه الله - (٢/ ٤١٧) ما نصه: "أي: يؤول =