للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رددت أمس، أو جمعتِ بين الضِّدَّين) فأنت طالق (أو: إن كان الواحد أكثر من اثنين، أو) إن (شربت ماء هذا الكُوز، ولا ماء فيه) فأنت طالق (لم تطلق، كَحَلِفهِ بالله عليه) لأنه عَلَّق الطلاق بصفة لم توجد؛ ولأن ما يقصد تبعيده يعلّق على المحال، قال تعالى في حَقِّ الكفار: {وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ في سَمِّ الْخِيَاطِ} (١) وقال الشاعر (٢):

إذا شابَ الغرابُ أتيتُ أهلي … وصارَ القَارُ كاللَّبَنِ الحليبِ

أي: لا آتيهم أبدًا.

(وإن عَلَّقه) أي: الطلاق (على عدمه) أي: عدم الفعل المستحيل عادة، أو في نفسه (كـ) ـقوله: (أنت طالق لأشربنَّ ماء الكُوز، ولا ماء فيه، علم) الحالف (أن فيه ماء، أو لم يعلم) ذلك؛ طَلَقت في الحال (أو) قال: أنت طالق (إن لم أشربه) أي: ماء الكُوز (و) الحال أنه (لا ماء فيه) طَلَقت في الحال.

(أو) قال: أنت طالق (لأصعدنَّ السماء، أو: إنْ لم أصعدها، أو) قال: أنت طالق (إن) لا طلعت (٣) الشمس (أو): أنت طالق (لا طلعت الشمس، أو) قال: أنت طالق (لأقتلن فلانًا، فإذا هو ميت) طَلَقت في الحال، سواء (علمه) ميتًا (أو لا.


(١) سورة الأعراف، الآية: ٤٠.
(٢) هو تميم الداري رضي الله عنه، كما في الدر الفريد وبيت القصيد (١/ ٣٣٠)، وانظر: الفرج بعد الشدة لابن أبي الدنيا ص/ ٥٩، رقم ٩٠، وروضة العقلاء ص/ ١٥٨، وحلية الأولياء (٧/ ٢٨٩).
(٣) في "ذ": "أنت طالق إذا طلعت الشمس"، وفي "ح": "أنت طالق إن طلعت الشمس".