للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رمضانَ، وأنها ليلة سَبع وعشرِينَ، ولكن كَرِهَ أن يخبرَكُم، فتَتَّكِلُوا". رواه الترمذي (١)، وصحَّحه.

وعن معاوية أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ليلةُ القدرِ ليلةُ سبعِ وعشرِينَ". رواه أبو داود (٢). ويرشِّحه قول ابن عباس: "سورةُ القدرِ ثلاثُونَ كَلِمة، السابِعةُ والعشرون فيها: هي" (٣).

والحكمة في إخفائها؛ ليجتهدوا في طلبها، ويَجِدُّوا في العبادة؛ طمعًا في إدراكها، كما أخفى ساعةَ الإجابة يومَ الجمعة، واسمه الأعظم في أسمائه، ورضاه في الحسنات، إلى غير ذلك.

(وهي أفضل الليالي) ذَكَره الخطابي إجماعًا (٤) (حتى ليلة


(١) في الصوم، باب ٧٢، حديث ٧٩٣. وهو عند مسلم في الصيام، باب ٤٠، بعد حديث ١١٦٨ (٢٢٠) بنحوه.
(٢) في الصلاة، باب ٣٢٣، حديث ١٣٨٦. وأخرجه - أيضًا - ابن أبي شيبة (٣/ ٧٦)، والمروزي, في قيام الليل كما في مختصره للمقريزي ص/ ١١٢، والطحاوي (٣/ ٩٣)، وابن حبان "الإحسان" (٨/ ٤٣٦) حديث ٣٦٨٠، والطبراني في الكبير (١٩/ ٣٤٩) حديث ٨١٣، ٨١٤، والبيهقي (٤/ ٣١٢)، من طريق معاذ بن معاذ العَنبري عن شعبة، عن قتادة، عن مُطرِّف، عن معاوية - رضي الله عنه - مرفوعًا. وصحَّحه ابن عبد البر في التمهيد (٢/ ٢٠٥).
ورواه ابن أبي شيبة (٣/ ٧٦) عن عفان، والطيالسي (٢/ ٣١١) حديث ١٠٥٤ - ط/ دار هجر. كلاهما (عفان، والطيالسي) عن شعبة، به، موقوفًا.
قال الدارقطني في العلل (٧/ ٦٥): ولا يصح عن شعبة مرفوعًا. وقال ابن رجب في لطائف المعارف ص/ ٣٦٢: وله علة، وهي وقفه على معاوية، وهو [أي: الوقف] أصح عند الإمام أحمد والدارقطني.
(٣) لم نقف عليه مسندًا، وأورده ابن عطية في تفسيره المحرر الوجيز (٥/ ٥٠٦)، والفخر الرازي في تفسيره (٣٢/ ٣٠).
(٤) لم نقف عليه في مظانه من كتب الخطابي المطبوعة، وانظر: الفروع (٣/ ١٤٤).