(وهي) لغة: القصد، يقال: نواك الله بخير، أي قصدك به.
و (شرعًا: عزم القلب على فعل العبادة تقربًا إلى الله تعالى) بأن يقصد بعمله الله تعالى دون شيء آخر من تصنع لمخلوق، أو اكتساب محمدة عند الناس، أو محبة مدح منهم أو نحوه، وهذا هو الإخلاص.
وقال بعضهم: هو تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين.
وقال آخر: هو التوقي عن ملاحظة الأشخاص. وهو قريب من الَّذي قبله.
وقال آخر: هو أن يأتي بالفعل لداعية واحدة، ولا يكون لغيرها من الدواعي تأثير في الدعاء إلى ذلك الفعل. في الخبر:"الإخلاص سر من سرِّي استودعتُه قلبَ من أحببتُه من عبادِي"(١).
ودرجات الإخلاص ثلاثة: عليا: وهي أن يعمل العبد لله وحده امتثالًا لأمره، وقيامًا بحق عبوديته.
(١) ذكره الديلمي في مسند الفردوس حديث رقم ٤٥١٣ من حديث علي وابن عباس رضي الله عنهم. ورواه القشيري في الرسالة القشيرية (١٠٤). وأورده الحافظ العراقي في تخريج الإحياء (٤/ ٣٦٥)؛ والزبيدي في الإتحاف (١٠/ ٤٣) من طريق أحمد بن عطاء الهجيمي، عن عبد الواحد بن زيد، عن الحسن، عن حذيفة رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، عن جبريل، عن الله تعالى. وقال العراقي: وأحمد بن عطاء، وعبد الواحد كلاهما متروك، وهما من الزهاد. ورواه أبو القاسم القشيري في الرسالة من حديث علي بن أبي طالب بسند ضعيف. وقال الحافظ في الفتح (٤/ ١٠٩): حديث واه جدًّا.