للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فإن وطئ قبله، فعمرتُه صحيحة، وعليه دَمٌ، رُوي (١) عن ابن عباس (٢)، ذكره في "الشرح".

(وإن كان معه) أي: المتمتِّع (هديٌ أدخل الحجَّ على العُمْرة) ويصير قارنًا، وتقدم (٣) (وليس له أن يحلَّ، ولا) أن (يَحلِقَ حتى يحجَّ، فيُحْرِم به) أي: بالحج (بعد طوافه وسعيه لعُمْرته، كما يأتي، ويَحِلّ منهما) أي: من الحج والعُمْرة معًا (يوم النَّحْر) نصَّ عليه (٤)؛ لما تقدم (٥)؛ لحديث حفصة قالت: "يا رسولَ الله، ما شأنُ الناس حلُّوا من العُمْرَة، ولم تحلَّ أنْتَ من عُمْرتكَ؟ فقال: إني لبَّدتُ رأسي، وقلَّدت هديي، فلا أَحِلُّ حتَّى أنْحَرَ". متفق عليه (٦).

(وإن كان) الذي طاف وسعى لعُمْرته (معتمرًا غير متمتِّع، فإنه يحلُّ) أي: يحلق أو يقصِّر، وقد حلَّ (ولو كان معه هديٌ) سواء كان (في أشهر الحجِّ) ولم يقصد الحج من عامه (أو) كان (في غيرها) أي: غير أشهر الحج، ولو قصده من عامه؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم -


(١) في "ح": "لما روي".
(٢) أخرج البيهقي (٥/ ١٧٢) عن سعيد بن جبير: "أن رجلًا أهلَّ هو وامرأته جميعًا بعمرة، فقضت مناسكها إلا التقصير، فغشيها قبل أن تقصِّر، فسئل ابن عباس عن ذلك، فقال: إنها لشبقة، فقيل له: إنها تسمع، فاستحيا من ذلك وقال: ألا أعلمتموني، وقال لها: أهريقي دمًا . . .".
(٣) (٦/ ٩٧).
(٤) الفروع (٣/ ٥٠٦).
(٥) (٦/ ١٠٦).
(٦) البخاري في الحج، باب ٣٤، ١٠٧، ١٢٦، حديث ١٥٦٦، ١٦٩٧، ١٧٢٥، وفي المغازي، باب ٧٧، حديث ٤٣٩٨، وفي اللباس، باب ٦٩، حديث ٥٩١٦، ومسلم في الحج، حديث ١٢٢٩.