للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على أجلين فأكثر. واشتراط النجمين فأكثر؛ لأنها مشتقة من الكَتْب، وهو الضم، فوجب افتقارها إلى نجمين؛ ليضم أحدهما إلى الآخر. واشتراط العلم بما لكل نجم من القسط والمدة؛ لئلا يؤدي جهل ذلك إلى التنازع. ولا يُشترط التساوي، فلو جعل أحد النجمين شهرًا، والآخر سنة، أو جعل قِسْط أحد النجمين عشرة، والآخر خمسة ونحوه؛ جاز؛ لأن القصد العلم بقَدر الأجل وقسطه.

والأصل في الكتابة: قوله تعالى: {فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيرًا} (١). وقصة بَرِيرة (٢)، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "المُكاتبُ عبدٌ ما بقِيَ عليهِ من كتابته درهم" رواه أبو داود (٣).

وأجمع (٤) المسلمون على مشروعيتها.

(وهي) أي: الكتابة (مندوبة لمن يعلم) سيده (فيه خيرًا، وهو الكسب والأمانة) لقوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيرًا} (٥) قال أحمد (٦): الخير: صدق وصلاح ووفاء بمال الكتابة. والآية محمولة على الندب؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يَحلُّ مالُ امرئ مُسلم إلَّا عن طيبِ نفسٍ منه" (٧)؛ ولأنه دعاء إلى إزالة ملك بِعوض، فلم يُجبر السيد عليه، كالبيع.


(١) سورة النور، الآية: ٣٣ .
(٢) تقدم تخريجه (٧/ ٤٠٠) تعليق رقم (٣).
(٣) تقدم تخريجه (١٠/ ٥٢٠) تعليق رقم (١).
(٤) الإجماع لابن المنذر ص / ١٣٣، ومراتب الإجماع لابن حزم ص / ٢٦٣، والإقناع في مسائل الإجماع لابن القطان (٣/ ١٤٩٠ - ١٤٩١).
(٥) سورة النور، الآية:٣٣.
(٦) المغني (١٤/ ٤٤٣).
(٧) تقدم تخريجه (٩/ ٢٢٥) تعليق رقم (٣).