للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والإجماع منعقد على وجوبه إذن (١).

(فإن لم يُرَ) الهلال ليلة الثلاثين من شعبان (مع الصَّحوِ، كمَّلوا عِدة شعبان ثلاثين يومًا، ثم صاموا) بغير خلاف، وصلوا التراويح، كما لو رأو، قاله في "المبدع".

ويُستحبُّ ترائي الهلال احتياطًا للصوم، وحذارًا من الاختلاف. وعن عائشة قالت: "كانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَتحفَّظُ في شعبَانَ ما لا يتحَفَّظُ في غيرِهِ، ثم يصومُ لرؤيةِ رمضانَ" رواه الدارقطني (٢) بإسناد صحيح.


(١) مراتب الإجماع لابن حزم ص/ ٧٠، والتمهيد لابن عبد البر (٧/ ٢٠٣)، والمغني (٤/ ٣٢٣)، والمجموع (٦/ ٢٠١).
(٢) (٢/ ٥٦. .)، ولفظه: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتحفظ من هلال شعبان ما لا يتحفظ من غيره، ثم يصوم رمضان لرؤيته، فإن غم عليه عدَّ ثلاثين يومًا، ثم صام".
وقال: هذا إسناد حسن صحيح.
وأخرجه - أيضًا - أبو داود في الصوم، باب ٦، حديث ٢٣٢٥، وإسحاق بن راهويه (٣/ ٩٦٠) حديث ١٦٧٥، وأحمد (٦/ ١٤٩)، وابن الجارود (٢/ ٣١) حديث ٣٧٧، وابن خزيمة (٣/ ٢٠٣) حديث ١٩١٠، وابن حبان "الإحسان" (٨/ ٢٢٨) حديث ٣٤٤٤، والطبراني في مسند الشاميين (٣/ ١٢٣) حديث ١٩٢١، والحاكم (١/ ٤٢٣)، والبيهقي (٤/ ٢٠٦)، وابن عبد البر في التمهيد (١٤/ ٣٥٣)، وابن الجوزي في التحقيق (٢/ ٧٥) حديث ١٠٦٤، وصححه الحاكم على شرط الشيخين. ووافقه الذهبي. وقال المنذري في مختصر سنن أبي داود (٣/ ٢١٤): ورجال إسناده كلهم محتج بهم في الصحيحين على الاتفاق والانفراد. وقال الحافظ في التلخيص الحبير (٢/ ١٩٨): إسناده صحيح. وقال في الدراية (١/ ٢٧٦): وهو على شرط مسلم.
وضعَّفه ابن الجوزي في التحقيق (٢/ ٧٦)، وتعقبه ابن عبد الهادي في تنقيح التحقيق (٢/ ٢٩٤) بقوله: ورواته ثقات يحتج بهم في الصحيح.