للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حسن صحيح. ولمضاعفة الصلاة فيه أكثر.

وأما حديث: "المدينة خيرٌ من مكَّة" (١) فلم يصحَّ, وعلى فرض صحته، فيحمل على ما قبل الفتح، ونحوه.

وحديث: "اللَّهمَّ، إنهم أخرجوني من أحبِّ البقاع إليَّ، فأسكني في أحبِّ البقاع إليك" (٢). رُدَّ - أيضًا - بأنه لا يعرف، وعلى تقدير صحته، فمعناه: أحبُّ البقاع (٣) بعد مكَّة.

(وتُستحبُّ المجاورةُ بها) أي: بمكَّة؛ لما سبق مع أفضليتها، وجزم في "المغني" وغيره أن مكة أفضل، وأن المجاورة بالمدينة أفضل، وذكر قول أحمد: المقام بالمدينة أحبُّ إليَّ من المقام بمكة، لمن قوي عليه؛ لأنها مهاجر المسلمين (٤). وقال - صلى الله عليه وسلم -: "لا يصبر أحدٌ على لأوائها وشدَّتها إلا كنتُ له شفيعًا يوم القيامة" رواه مسلم من حديث ابن


(١) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (١/ ١٦٠)، والطبراني في الكبير (٤/ ٢٨٨) حديث ٤٤٥٠ عن رافع بن خديج - رضي الله عنه -. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (٣/ ٢٩٩): وفيه محمد بن عبد الرحمن بن داود [صوابه رداد] وهو مجمع على ضعفه. انظر المحلى (٧/ ٢٨٧)، وتحفة الأحوذي (١٠/ ٢٩٤).
(٢) أخرجه الحاكم (٣/ ٣)، والبيهقي في دلائل النبوة (٢/ ٥١٩)، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، وفيه: "إنك أخرجتني" بدل: "إنهم أخرجوني". قال ابن عبد البر في الاستذكار (٧/ ٢٣٧): وهذا حديث لا يصح عند أهل العلم بالحديث، ولا يختلفون في نكارته ووضعه. وقال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (٢٧/ ٣٦): وأما الحديث الذي يروى: أخرجتني من أحب البقاع إلي، فأسكني أحب البقاع إليك، فهذا حديث موضوع كذب، لم يروه أحد من أهل العلم. وقال الذهبي في التلخيص: لكنه موضوع. وقال ابن كثير البداية والنهاية (٣/ ٢٢٥): وهذا حديث غريب جدًّا، والمشهور عن الجمهور أن مكة أفضل من المدينة، إلا المكان الذي ضم جسد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
(٣) في "ح": و"ذ": "أحب البقاع إليك".
(٤) مسائل أبي داود ص/ ١٣٦، وانظر مسائل ابن هانئ (١/ ١٥٠) رقم ٧٤٢.