للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلما دخل عليه عبد الرحمن طبيب السنة (١)، وحدثه الحديث عن بشر بن الحارث، صار إذا سأله قال: أحمد الله إليك، أجد كذا، أجد كذا (٢).

(ويستحب له) أي: المريض (أن يصبر) وكذا كل مبتلى؛ للأمر به في قوله تعالى: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ} (٣)، وقوله: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (٤)، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "والصبر ضياء" (٥). (والصبر الجميل: صبر بلا شكوى إلى المخلوق، والشكوى إلى الخالق لا تنافيه) أي: الصبر (بل) هي (مطلوبة) هذا معنى كلام الشيخ تقي الدين (٦). واقتصر ابن الجوزي (٧) على قول الزجاج: إن الصبر الجميل لا جزع فيه، ولا شكوى إلى الناس (٨).


= الشكر … الحديث.
ورواه الخطيب في تاريخه (١٠/ ٢٧٧) بسنده عن عبد الرحمن المتطبب، عن بشر الحافي، عن أزهر، عن ابن عون، عن ابن سيرين: إذا حمد العبد قبل الشكوى، لم تكن شكوى.
(١) هو أبو الفضل البغدادي وهو طبيب الإِمام أحمد، وبشر الحافي، له مسائل حسان عن الإمام أحمد، انظر تاريخ بغداد (١٠/ ٢٧٦)، وطبقات الحنابلة (١/ ٢٠٨)، والمنهج الأحمد (٢/ ١٩٩).
(٢) تاريخ بغداد (١٠/ ٢٧٦) وطبقات الحنابلة (١/ ٢٠٨)، ومناقب الإِمام أحمد لابن الجوزي ص/ ٢٣١.
(٣) سورة النحل، الآية: ١٢٧.
(٤) سورة الزمر، الآية: ١٠.
(٥) جزء من حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه رواه مسلم في الطهارة، حديث ٢٢٣.
(٦) انظر الاختيارات الفقهية ص/ ١٢٨، ومجموع الفتاوى (١٠/ ٦٦٦) و (٢٤/ ٢٨٤).
(٧) في زاد المسير (٤/ ١٩٣).
(٨) معاني القرآن وإعرابه (٣/ ٩٦).