للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأجاب (١) عن قوله: {يَاأَسَفَى عَلَى يُوسُفَ} (٢) بوجهين، أحدهما: أنه شكا إلى الله، لا مِنهُ، واختاره ابن الأنباري، وهو من أصحابنا.

والثانى: أنه أراد به الدعاء؛ فالمعنى: يا رب ارحم أسفي على يوسف.

ومن الشكوى إلى الله: قول أيوب: {أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} (٣)، وقول يعقوب: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ} (٤)، قال سفيان بن عيينة: وكذلك من شكا إلى الناس، وهو في شكواه راض بقضاء الله، لم يكن ذلك جزعًا، ألم تسمع قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لجبريل في مرضه: "أجدني مغمومًا، وأجدني مكروبًا" (٥)،


(١) يعني ابن الجوزي في زاد المسير (٤/ ٢٧٠).
(٢) سورة يوسف، الآية: ٨٤.
(٣) سورة الأنبياء، الآية: ٨٣.
(٤) سورة يوسف، الآية: ٨٦.
(٥) روي في حديث طويل رواه الشافعي في السنن المأثورة (٢/ ٤٥) رقم ٣٨٧، والبيهقي في دلائل النبوة (٧/ ٢٦٧) من طريق القاسم بن عبد الله بن عمر بن حفص عن جعفر بن محمَّد، عن أبيه، عن علي بن الحسين. والقاسم هذا قال فيه ابن حجر في التقريب (٥٥٠٣): متروك رماه أحمد بالكذب.
ورواه الطبراني في الكبير (٣/ ١٢٨) حديث ٢٨٩٠، وفي الدعاء (٣/ ١٣٧٢) حديث ١٢٢٠، من طريق عبد الله بن ميمون القداح، ثنا جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن الحسين رضي الله عنه.
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٩/ ٣٤ - ٣٥) وقال: رواه الطبراني. وفيه عبد الله بن ميمون القداح، وهو ذاهب الحديث.
ورواه السهمي في تاريخ جرجان (٣٦٢، ٣٦٣) من حديث علي رضي الله عنه، وفي سنده محمَّد بن جعفر بن محمَّد بن علي الهاشمي الحسينى، ترجمه ابن =