للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(ويصفُّ جيشه) لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا} الآية (١). قال الواقدي (٢): "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يسوِّي الصفُوفَ يومَ بدرٍ".

ولأن فيه ربط الجيش بعضه ببعض، وسدًّا لثغورهم، فيصيرون كالشيء الواحد.

(ويجعل في كل جنبة كفؤًا) لحديث أبي هريرة قال: "كنْتُ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فجعلَ خالدًا على إحدى الجَنَبَتَيْنِ (٣)، والزبيرَ على الأخرى، وأبا عُبيدة على السّاقَةِ" (٤)؛ ولأنه أحوط للحرب، وأبلغ في إرهاب العدو.

(ولا يميل) الأمير (مع قرابته وذي مذهبه على غيره؛ لئلا تنكسر قلوبهم) أي: قلوب الذين مال مع غيرهم (فيخذلوه) عند الحاجة؛ ولأنه يفسد القلوب، ويشتت الكلمة.

(ويراعي أصحابه، ويرزق كلَّ واحد بقَدْرِ حاجته) وحاجة من معه.


(١) سورة الصف، الآية: ٤.
(٢) المغازي (١/ ٥٧).
(٣) كذا في الأصول، وفي سنن الدارقطني وصحيح مسلم وغيره: "المُجنِّبَتين" وهو الصواب، انظر النهاية في غريب الحديث (١/ ٣٠٣).
(٤) أخرجه الدارقطني (٣/ ٦٠) في حديث طويل، ورواه مسلم في الجهاد والسير، حديث ١٧٨٠، بلفظ: فبعث الزبير على إحدى المُجَنِّبَتين، وبعث خالدًا على المُجَنِّبَة الأخرى، وبعث أبا عبيدة على الحُسَّر.
والحُسَّر: الذين لا دروع عليهم. شرح مسلم للنووي (١٢/ ١٢٦ - ١٢٧).