للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأجاب القاضي عن قول المخالف: الهلال يجري مجرى طلوع الشمس وغروبها، وقد ثبت أنَّ لكل بلد حكم نفسه، كذا الهلال: بأن الشمس تتكرر مراعاتها في كل يوم تلحق به المشقة، فيؤدي إلى قضاء العبادات، والهلال في السنة مرة، فليس كبير مشقة في قضاء يوم، ودليل المسألة من العموم يقتضي التسوية.

(ولو اختلفتِ المطالع نصًّا (١)) وذكر الشيخ تقي الدين: أنها تختلف باختلاف (٢) أهل المعرفة (٣). لكن قال أحمد: الزوال في الدنيا واحد (٤).

(ويُقبل فيه) أي: في هِلال رمضان (قولُ عَدْل واحد) نصَّ عليه (٥)، وحكاه الترمذي (٦) عن أكثر العلماء؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - صوَّم الناس بقول ابن عُمر، رواه أبو داود والحاكم (٧) وقال: على شرط مسلم.


(١) انظر مسائل أبي داود ص/ ٨٨.
(٢) "باختلاف" كذا في الأصول، وصوابه: "باتفاق" انظر التعليق التالي.
(٣) الاختيارات الفقهية ص/ ١٥٨، وعبارته: "تختلف المطالع باتفاق أهل المعرفة بهذا"، وكذا نقل عنه صاحب الفروع (٣/ ١٣).
(٤) انظر الفروع (٣/ ١٣).
(٥) انظر مسائل عبد الله (٢/ ٦١٠) رقم ٨٣١، وكتاب الروايتين والوجهين (١/ ٢٥٧).
(٦) في الصيام، باب ٧، عقب حديث ٦٩١.
(٧) أبو داود في الصوم، باب ١٤، حديث ٢٣٤٢، والحاكم (١/ ٤٢٣). وأخرجه - أيضًا - الدارمي في الصيام، باب ٦، حديث ١٧٣٣، وابن حبان "الإحسان" (٨/ ٢٣١) حديث ٣٤٤٧، والطبراني في الأوسط (٤/ ٥٢٣) حديث ٣٨٨٩، والدارقطني (٢/ ١٥٦)، وابن حزم في المحلى (٦/ ٢٣٦)، والبيهقي (٤/ ٢١٢)، وابن الجوزي في التحقيق (٢/ ٧٨) عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: تراءى الناس الهلال، فأخبرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أني رأيته، فصامه وأمر الناس بصيامه. =