للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإن خاف فوت وقت الوقوف) بعرفة إن صلى صلاة أَمْنٍ (صلى صلاة خائف إن رجا إدراكه) لما في فوت الحج من الضرر العظيم.

(ووقفة الجمعة في آخر يومها ساعة الإجابة) للخبر (١)، (فإذا اجتمع فَضْلُ يوم الجمعة ويوم عرفة كان لهما مزية على سائر الأيام) قيل: ولهذا اشتهر وَصْفُ الحج بالأكبر، إذا كانت الوقفة يوم الجمعة، ولأن فيها موافقة حَجّة النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فإنَّ وَقْفَة حَجَّة الوداع كانت يوم الجمعة، وللحديثين الآتيين.

(قال) ابن القيم (في الهَدي) النبوي (٢): "وأما ما استفاضَ على ألسنة العوام بأنها تعدل ثنتين وسَبعين حَجَّة فباطلٌ لا أصلَ له" لكن أخرج رَزين مرفوعًا: "يومُ الجمعة أفضلُ الأيام؛ إلا يومَ عرفة، وإن وافق يوم الجمعة فهو أفضلُ من سبعينَ حجَّةً في غير يوم جمعةٍ" (٣) ذكره ابن جَماعة في "مناسكه" (٤)، والكازروني (٥) في تفسيره المعروف


(١) تقدم تخريجه (٣/ ٣٧٦) رقم (١).
(٢) زاد المعاد (١/ ٦٥).
(٣) قال الحافظ ابن حجر في الفتح (٨/ ٢٧١): وأما ما ذكره رزين في جامعه مرفوعًا: "خير يوم طلعت فيه الشمس يوم عرفة وافق يوم الجمعة، وهو أفضل من سبعين حجة في غيرها"، فهو حديث لا أعرف حاله، لأنه لم يذكر صحابيَّه، ولا من أخرجه.
وقال ابن القيم في زاد المعاد (١/ ٦٥): وأما ما استفاض على ألسنة العوام بأنها تعدل ثنتين وسبعين حجة فباطل لا أصل له عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا عن أحد من الصحابة والتابعين، والله أعلم. وذكر السخاوي: أنه لا أصل له. (الأجوبة المرضية ٣/ ١١٢٧).
(٤) هداية السالك إلى المذاهب الأربعة في المناسك (١/ ٢٣٢).
(٥) هو منصور بن الحسن بن علي بن اختيار الدين فريدون العدوي العمري، عالم بالتفسير والحديث والعقليات، تُوفي سنة ٨٦٠ - رحمه الله - (الأعلام للزركلي ٧/ ٢٩٨). ولم نقف على تفسيره.