للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وليس بظاهر؛ لأنه ليس كالمُحصر، بل يحصُل التحلُّل بنفس إتمام النُّسك، على ما تقدم في صفة الحجِّ؛ إذ لم يفرقوا بين القضاء وغيره، ولم يذكر "ثم حَلَّ" في "المنتهى" وغيره فيمن فاته الحج، بل في المُحْصر.

(وإن أخطأ الناس، فوقفوا في غير يوم عَرفة) بأن وقفوا الثامن أو العاشر (ظنًّا منهم أنه يوم عَرفة، أجزأهم) نصًّا (١)؛ لما روى الدارقطني بإسناده عن عبد العزيز بن جابر (٢) بن أسيد قال: قال - صلى الله عليه وسلم -: "يومُ عَرفَةَ اليومُ الذي يعرفُ الناسُ فِيهِ" (٣).

وقد روى أبو هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "فطْرُكُم يومَ تفْطِرُونَ، وأضْحَاكم يَومَ تضَحونَ". رواه الدارقطني وغيره (٤).

قال الشيخ تقي الدين (٥): وهل هو يوم عَرفة باطنًا؟ فيه خلاف في مذهب أحمد، بناءً على أن الهلال اسم لما يطلع في السماء، أو لما يراه الناس ويعلمونه، وفيه خلاف مشهور في مذهب أحمد وغيره.


(١) مسائل عبد الله (٢/ ٨٠١) رقم ١٠٧٠.
(٢) كذا في الأصول: عبد العزيز بن جابر، والصواب عبد العزيز بن عبد الله بن خالد، كما في سنن الدارقطني ومراسيل أبي داود، وغيرهما.
(٣) الدارقطني (٢/ ٢٢٣)، وأخرجه - أيضًا - أبو داود في المراسيل ص/ ١٩٣، حديث ١٤٩، والفاكهي في أخبار مكة (٥/ ٣٨) حديث ٢٧٩٥، والحارث ابن أبي أسامة "بغية الباحث" ص/ ١٢٧، حديث ٣٧٩، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٣/ ١٦٣٣)، حديث ٤١٠١، والبيهقي (٥/ ١٧٦)، وابن عساكر في تاريخه (٣٦/ ٢٩٤) عن عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسيد مرسلًا، وقال البيهقي: هذا مرسلٌ جيد. وذكره السيوطي في الجامع الصغير (٤/ ٣١٤ مع الفيض) ورمز لضعفه. وله شاهد عن عائشة - رضي الله عنها -، تقدم تخريجه (٥/ ٢١٥) تعليق رقم (١). وعن عطاء مرسلًا: أخرجه البيهقي (٥/ ١٧٦).
(٤) تقدم تخريجه (٥/ ٢١٤) تعليق رقم (٥).
(٥) انظر: مجموع الفتاوى (٢٢/ ٢١١) و(٢٥/ ٢٠٢ - ٢٠٣، ٢٠٥).