للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تكن له غنائم، ومنهم المأذون الممنوع منها، فتأتي نار من السماء فتحرقها، إلَّا الذرية (١).

(وجعلت له ولأمته الأرض مسجدًا) أي: محل سجود، "فأيما رجل أدركته الصلاة في مكان صلى" (٢)، ولم تكن الأمم المتقدمة تصلي إلَّا في البِيَع والكنائس (و) جعل له ولأمته (ترابها طهورًا) أي: مطهِّرًا، وهو التيمم عند تعذُّر الماء شرعًا، روى ذلك الشيخان ((٢)) وغيرهما.

(ونُصِر بالرُّعب) أي: بسبب خوف العدو منه (مسيرة شهر) أمامه وشهر خلفه من جميع جهات المدينة، روى ذلك الشيخان (٢)، وجعلت الغاية شهرًا؛ لأنه لم يكن إذ ذاك بينه وبين أعدائه أكثر من شهر.

(وبُعث إلى النَّاس كافة) قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ} (٣) وأما عموم رسالة نوح بعد الطوفان؛ فلانحصار الباقين في من كانوا معه.

وأرسل إلى الجن بالإجماع (٤)، وإلى الملائكة في أحد


= ٤٣٨، وفي فرض الخمس، باب ٨، حديث ٣١٢٢، ومسلم في المساجد، حديث ٥٢١، عن جابر رضي الله عنه.
(١) أخرج البخاري في فرض الخمس، باب ٨، حديث ٣١٢٤، ومسلم في الجهاد والسير، حديث ١٧٤٧، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: غزا نبي من الأنبياء … فجمع الغنائم، فجاءت -يعني: النَّار- لتأكلها فلم تطعمها، فقال: إن فيكم غلولًا … فجاؤوا برأس مثل رأس بقرة من الذهب، فوضعوها، فجاءت النار فأكلتها، ثم أحلَّ الله لنا الغنائم.
(٢) تقدم تخريجه آنفًا ضمن حديث: أعطيت خمسًا.
(٣) سورة سبأ، الآية: ٢٨.
(٤) مراتب الإجماع ص/ ٢٦٧، والمواهب اللدنية ( ٢/ ٦٤٥ ) .