للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السماء والأرض، لا يصعدُ منه شيء حتى تُصلِّي على نبيك" رواه الترمذي (١) (و) يكثر فيها (الاستغفار) لأنه سبب لنزول الغيث. روى سعيد: "أن عمر خرج يستسقي، فلم يزد على الاستغفار، فقالوا: ما رأيناك استسقيت، فقال: لقد طلبت الغيث بمجاديح (٢) السماء الذي يستنزل به المطر، ثم قرأ: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (١٠) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا} (٣) (٤)، وعن علي نحوه (٥). (وقراءة الآيات التي فيها الأمر به)، أي بالاستغفار، (كقوله تعالى: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (١٠) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا}، ونحوه)، كقوله تعالى: {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ} (٦).

(ويسن رفع يديه وقت الدعاء)، لقول أنس: "كان النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لا يرفع يديه في شيء من دعائه، إلا في الاستسقاء، وكان يرفع حتى يرى بياض إبطيه" متفق عليه (٧). (وتكون ظهورهما نحو السماء)، لحديث رواه مسلم (٨).


(١) في الصلاة, باب ٢١، حديث ٤٨٦. وجود إسناده ابن كثير في مسند الفاروق (١/ ١٧٦).
(٢) المجاديح جمع مجدح، وهو نجم يقال له الدبران؛ لأنه يطلع آخرًا، ويسمى حادي النجوم "ش". وانظر النهاية في غريب الحديث (١/ ٢٤٣).
(٣) سورة نوح, الآيتان ١٠، ١١.
(٤) لم نجده في المطبوع من سنن سعيد. ومن طريقه: رواه البيهقي (٣/ ٣٥٢). ورواه - أيضًا - عبد الرزاق (٣/ ٨٧) رقم ٤٩٠٢، وابن أبي شيبة (٢/ ٤٧٤)، والبيهقي (٣/ ٣٥١) من طريق آخر.
(٥) رواه عبد الرزاق (٣/ ٨٨) رقم ٤٩٠٤.
(٦) سورة هود، الآية ٣.
(٧) البخاري في الاستسقاء، باب ٢٢، حديث ١٠٣١، ومسلم في الاستسقاء، حديث ٨٩٥.
(٨) في الاستسقاء، حديث ٨٩٦ عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - استسقى, فأشار بظهر كفيه إلى السماء.