للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[باب الفدية]

مصدر فَداه، يقال: فَداه وأفداه: أعطى فِداءَه، ويقال: فداه، إذا قال له: جُعلت فِداك. والفدية والفِداء والفَدى بمعنى، إذا كُسر أوله يمدُّ ويُقصر، وإذا فُتح أوله قُصر، وحكى صاحب "المطالع" (١) عن يعقوب: فداءك، ممدودًا مهموزًا مثلث الفاء.

(وهي ما) أي: دم أو صوم أو طعام (يجبُ بسبب نُسُكٍ) كدم تمتُّع وقران، وما وجب لتَرك واجب، أو إحصار، أو لفعل محظور (أو) تجب بسبب (حَرَمٍ) مكي، كالواجب في صيده ونباته.

(وله تقديمها) أي: الفِدية (على فعل المحظور) إِذا احتاج إِلى فعله (لعُذر، كـ) ـأن يحتاج إلى (حَلْقٍ ولُبس وطيب (٢)) أو اضطر إلى أكل صيد (بعد وجود السبب) أي: العذر (المبيح) لفعل المحظور، فَعَلَهُ عليٌّ (٣)، ولأنها كفارة فجاز تقديمها على وقت الوجوب (ككفَّارة يمين) له تقديمها على الحنث بعد عَقْدِ اليمين، وكتعجيل الزكاة لحول أو حولين بعد ملك النصاب الزكوي (ويأتى) ذلك.


(١) هو "مطالع الأنوار على صحاح الآثار في فتح ما استغلق من كتاب الموطأ ومسلم والبخاري وإيضاح مبهم لغاتها". تأليف: إبراهيم بن يوسف بن قرقول المتوفى سنة (٦٥٩ هـ) رحمه الله تعالى. وكتابه هذا استدراك وتتبع لكتاب القاضي عياض "مشارق الأنوار" انظر: كشف الظنون (٢/ ١٧١٥).
(٢) في "ذ": "وتطيب".
(٣) أخرجه مالك في الموطأ (١/ ٣٨٨)، والطبري في تفسيره (٢/ ٢٣٩)، والطحاوي (٢/ ٢٤٢)، والبيهقي (٥/ ٢١٨)، وسيأتي لفظه (٦/ ١٩٩).