للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بيده اليسرى. ونقل عبد الله: لا ينبغي أن يجمع ثيابه، واحتج بالخبر. ونقل ابن القاسم (١): يكره أن يشمر ثيابه، لقوله: "ترب ترب" (٢). ذكر بعض العلماء (٣) حكمة النهي: أن الشعر ونحوه يسجد معه (٤).

(و) يكره (تشمير كمه) قاله في "الرعاية" لما تقدم (ولو فعلهما) أي عقص الشعر، وكف الثوب، ونحوه (لعمل قبل صلاته) فيكره له إبقاؤهما كذلك، لما سبق، ولحديث ابن عباس "أنه رأى عبدَ اللهِ بنَ الحارثِ يصلي ورأسُهُ معقوصٌ من ورائه، فقام، فجعل يحله، فلما انصرف أقبلَ إلى ابن عباس فقال: مَا لكَ ولرأسِي؟ قال سمعت النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: إنما مثل هذا مثل الذي يصلي وهو مكتوفٌ" رواه مسلم (٥).


(١) انظر المدونة (١/ ٩٦).
(٢) لم نجد من أخرجه بهذا اللفظ، وأخرج الترمذي في الصلاة، باب ١٦٣، حديث ٣٨١، ٣٨٢، وابن أبي شيبة (٢/ ٢٦٥)، وأحمد (٦/ ٣٠١، ٣٢٣)، وأبو يعلى (١٢/ ٣٨٥) رقم ٦٩٥٤، والدولابي (١/ ١٥٨)، وابن حبان "الإحسان" (٥/ ٢٤١) حديث (١٩١٣)، والطبراني في "الكبير" (٢٣/ ٣٢٤، ٣٢٥) رقم ٧٤٢، ٧٤٣، ٧٤٤، ٧٤٥، والحاكم (١/ ٢٧١)، وعنه البيهقي (٢/ ٢٥٢)، عن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - غلامًا لنا، يقال له أفلح، إذا سجد نفخ، فقال: "يا أفلح، ترب وجهك".
قال الترمذي: وحديث أم سلمة إسناده ليس بذاك. . .، وضعفه - أيضًا - البيهقي، وقال الحاكم: صحيح الإسناد. ووافقه الذهبي.
(٣) شرح صحيح مسلم (٤/ ٢٠٩)، وفتح الباري لابن رجب (٧/ ٢٧١)، وعمدة القاري (٦/ ٩١).
(٤) وقيل: لأنه إذا رفع ثوبه وشعره عن مباشرة الأرض أشبه المتكبر. انظر فتح الباري لابن رجب، (٧/ ٢٧٠)، وفتح الباري (٢/ ٢٩٦).
(٥) في الصلاة، حديث ٤٩٢.