للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالطواف عن جانب الرُّكن من جهة الباب، بحيث خرج شيءٌ من بدنه عن مُحاذاة الحَجرِ (أو بدأَ بالطوافِ من دون الرُّكنِ) الذي به الحَجر (كالباب ونحوه) كالمُلتزم (لم يحتسب بذلك الشَّوط) لعدم محاذاة بدنه للحَجَرِ، ويُحتسب له بالثاني وما بعده، ويصير الثاني أولًا؛ لأنه يُحاذي فيه الحَجَر بجميع بدنه.

(ثم يَستلمه) أي: الحَجَر (أي: يمسحُه بيده اليُمنى) لقول جابر: "إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - لما قدم مكَّة أتى الحَجرَ فاستلمه" الحديث رواه مسلم (١). والاستلام: افتعال من السلام، وهو التحية. وأهل اليمن يُسمُّون الحجرَ الأسود: المحيا؛ لأن الناس يحيونه بالاستلام. وقد ثَبَتَ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - "أنه نَزَل من الجنَّة أشد بياضًا من اللَّبَنِ" رواه الترمذي (٢) وقال: حسن صحيح.


(١) في الحج، حديث ١٢١٨ (١٥٠).
(٢) في الحج، باب ٤٩، حديث ٨٧٧. وأخرجه - أيضًا - أحمد (١/ ٣٠٧، ٣٢٩، ٣٧٣)، وابن خزيمة (٤/ ٢١٩) حديث ٢٧٣٣، والفاكهي في أخبار مكة (١/ ٨٤) حديث ٦، والطبراني في الكبير (١١/ ٤٥٣) حديث ١٢٢٨٥، وابن عدي (٢/ ٦٧٩)، والبيهقي في شعب الإيمان (٣/ ٤٥٠) حديث ٤٠٣٥، والخطيب في تاريخه (٧/ ٣٦١)، والضياء في المختارة (١٠/ ٢٦٠ - ٢٦٢) حديث ٢٧٤ - ٢٧٦، من طريق عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس - رضي الله عنهما -.
وصحَّحه النووي في تهذيب الأسماء واللغات (٣/ ٨١)، وقال الحافظ في الفتح (٣/ ٤٦٢): أخرجه الترمذي وصححه، وفيه عطاء بن السائب وهو صدوق ولكنه اختلط، وجرير ممن سمع منه بعد اختلاطه، لكن له طريق أخرى في صحيح ابن خزيمة فيقوى بها، وقد رواه النسائي [رقم ٢٩٣٥] من طريق حماد بن سلمة، عن عطاء مختصرًا، ولفظه: الحجر الأسود من الجنة. وحماد ممن سمع من عطاء قبل الاختلاط. وذكره السيوطي في الجامع الصغير (٣/ ٤٠٩، ٦/ ٢٨٢ مع الفيض) ورمز لصحته.