للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعرض عليه -أيضًا- ما هو كائن في أمته حتى تقوم الساعة؛ لحديث أحمد وغيره: "أُريتُ ما تلقى أمتي بعدي وسفكَ بعضهم دماءَ بعضٍ" (١).

(ويبلغه سلام الناس بعد موته) لحديث أحمد عن أبي هريرة مرفوعًا: "ما مِنْ أحد يسلّم عليَّ عند قبري، إلَّا رد الله عليَّ روحي، حتى


(١) أحمد (٦/ ٤٢٧ - ٤٢٨)، والطبراني في الكبير (٢٣/ ٢٢٢) حديث ٤١٠، من طريق أبي اليمان، شعيب بن أبي حمزة، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي الحسين، عن أنس بن مالك، عن أم حبيبة رضي الله عنها، مرفوعًا.
وأخرجه ابن معين في الجزء الثاني من حديثه ص / ٢٣٥، حديث ١٨٨، وأبو زرعة الدمشقي في تاريخه (١/ ٤٥٦) حديث ١١٥٤، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٥/ ٤٢١) حديث ٣٠٧٧، وفي السنة (١/ ٩٦) حديث ٢١٥، و (٢/ ٣٧٢) حديث ٨٠٠، وفي الديات ص/ ٢٨، حديث ٩٧، وابن خزيمة في التوحيد (٢/ ٦٥٧) حديث ٣٥٨، والطبراني في الكبير (٢٣/ ٢٢١) حديث ٤٠٩، وفي الأوسط (٥/ ٥٢) حديث ٤٦٤٨، وفي مسند الشاميين (٤/ ١٥٦) حديث ٢٩٩٠، والحاكم (١/ ٦٨): وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٦/ ٣٢١٨) حديث ٧٤١١، وابن بشران في الأمالي (١/ ٨٣) حديث ١٥٩، وابن عساكر في تاريخه (١٥/ ٧٠)، كلهم من طريق أبي اليمان، عن شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، عن أنس، عن أم حبيبة رضي الله عنهما مرفوعًا.
وقد اختلف أهل العلم في هاتين الروايتين أيتهما أصح وأرجح، فرجح الإمام أحمد، وأحمد بن صالح المصري، والذهلي، والدارقطني، والذهبي: الوجه الأول. ورجح ابن عين، وإبراهيم بن هانئ النيسابوري الوجه الثاني، انظر: مسند أحمد (٦/ ٤٢٨)، والمستدرك (١/ ٦٨)، وعلل الدارقطني (٥/ ١٨٦)، وتاريخ ابن عساكر (١٥/ ٧٢)، وسير أعلام النبلاء (١٠/ ٣٢٣)، والسلسة الصحيحة (٣/ ٤٢٦).
وصحح الحاكم الوجهين، قال: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، والعلة عندهما فيه أن أبا اليمان حدث به مرتين، فقال مرة: عن شعيب، عن الزهري، عن أنس، وقال مرة: عن شعيب، عن ابن أبي حسين، عن أنس، وقد قدمنا القول في مثل هذا أنه لا ينكر أن يكون الحديث عند إمام من الأئمة عن شيخين، فمرة يحدث به عن هذا، ومرة عن ذاك.