للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"عليكُم بسنَّتي وسنَّةِ الخلفاءِ الراشدينَ المهديِّين، عضوا عليهَا بالنَّواجذِ". رواه أحمد والترمذي (١) وحسنه. ولأنهم أقربُ إلى الصواب، وأعَرفُ بمواقع الخطاب، فكان حكمهم حُجَّة على غيرهم؛ كالعالم مع العامِّي.

(ففي النعامة بدنة) حَكَم به عُمر وعُثمان وعليٌّ وزيدٌ (٢) وأكثر العلماء؛ لأنها تشبه البعير في خَلْقِه (٣) فكان مِثلًا لها، فيدخل في عموم النص. وجعلها الخرقي من أقسام الطير؛ لأن لها جناحين، فيُعايَا بها، فيقال: طائر يجب فيه بَدَنة.

(و) يجب (في كل واحد من حمارٍ الوحش) بقرة، قضى به عمر (٤)، وقاله عروة (٥) ومجاهد (٦)؛ لأنها شبيهة به (وبقرته) أي: الوحش بقرة،


= وقال ابن حزم كما في ملخص إبطال القياس ص / ٥٤: الحديث كذب مما نقطع بأنه موضوع.
(١) تقدم تخريجه (١/ ٣١٧) تعليق رقم (٣).
(٢) أخرجه عنهم الشافعي في الأم (٢/ ١٩٠)، وعبد الرزاق (٤/ ٣٩٨) رقم ٨٢٠٣، وابن أبي شيبة "الجزء المفرد" ص / ٣٣٢، البيهقي (٥/ ١٨٢)، في معرفة السنن والآثار (٧/ ٤٠٢) رقم ١٠٤٨٤، من طريق عطاء الخراساني عنهم. قال الشافعي: هذا غير ثابت عند أهل العلم بالحديث … قال البيهقي: وجه ضعفه كونه مرسلًا، فإن عطاء الخراساني ولد سنة خمسين، ولم يدرك عمر ولا عثمان ولا عليًّا ولا زيدًا، وكان في زمن معاوية صبيًّا، ولم يثبت له سماع من ابن عباس، وإن كان يحتمل أن يكون سمع منه، فإن ابن عباس توفي سنه ثمان وستين، إلا أن عطاء الخراساني مع انقطاع حديثه عمَّن سمّينا، ممن تكلم فيه أهلُ العلم بالحديث. والله أعلم.
(٣) في "ذ": "خلقته".
(٤) لم نقف على من أخرجه.
(٥) أخرجه عبد الرزاق (٤/ ٤٠٠) رقم ٨٢٠٨، وابن أبي شيبة "الجزء المفرد" ص / ٣٣٣، والبيهقي (٥/ ١٨٢).
(٦) أخرجه عبد الرزاق (٤/ ٣٩٨، ٣٩٩) رقم ٨٢٠١، ٨٢٠٦.